Page 85 - m
P. 85

‫‪83‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر‬

                                           ‫محمود سيف الدين‬

                                                 ‫قصائد‬

     ‫ونحن نقر ُع أقدا َحنا الفارغ َة‬       ‫ال ُحلم كأ ِّي شي ٍء ليس سيئًا تما ًما‬        ‫الخري ُف هو الضي ُف الألط ُف‬
               ‫من جسد وح ِدتنا‬              ‫قبض ُة الي ِد التي تعتص ُر دواخ َلنا‬                  ‫في الجها ِت الأربعة‬
                                           ‫كتل ُة الفرا ِغ الثقيل بع َد زفي ِر حرب‬
                ‫لا كو َخ لا مرمر‬              ‫أسئل ٌة ُمد َّل ٌة عن َد رؤوس المِحن‬   ‫سوى أنه مباغ ٌت لا يستأذ ُن أح ًدا‬
                                                                                     ‫يصف ُع با َب الفصو ِل في أي لحظ ٍة‬
              ‫فقط ضلو ٌع عزلاء‬                     ‫ألوا ٌن تنكف ُئ على رما ِدها‬
 ‫ونب ٌع صا ٍف من موسيقى تنتحب‬                            ‫تماثي ُل ثقيل ٌة تطي ُر‬                 ‫دونما طرقة واحدة‬
‫فتقر َع الرو ُح رني َنها الشج َّي المُتقد‬                                                 ‫يقول ما الداعي لأرف َع يدي‬
                                                  ‫وتطفو فوق برك ِة الذاكرة‬              ‫وأد َق أجرا َس المنازل المجنونة‬
      ‫يو ًما ما سيجل ُس مؤر ٌخ إلى‬            ‫الجنو ُن واح ٌد في اتصا ِل الزمن‬
                        ‫صخر ٍة‬                                                                        ‫في باح ِة الحب‬
                                                ‫الفكر ُة فريس ٌة قديم ٌة لمواس ِم‬                       ‫عند الأعتا ِب‬
     ‫ويد ِّو ُن ما ُيسميه تل َك الأيام‬                              ‫الصيد‬
      ‫لن يزي َد فو َق‪ :‬حد َث كذا في‬                                                      ‫لا يمس ُح أقدا َمه التي تجه ُش‬
                                                           ‫وما تل َك الأغاني‬                                ‫بالغبار‬
                    ‫الساع ِة كذا‬               ‫سوى رني ِن هيا ِكلِنا المستطيل ِة‬
  ‫كأ َن يكت َب مث ًل‪ :‬طلع ِت الشم ُس‪،‬‬                                                 ‫ويدل ُف كق ٍط جري ٍح من مطارد ٍة‬
                                                           ‫تتزاح ُم في دائر ٍة‬                              ‫ساذجة‬
                          ‫غاب ِت‬                    ‫كما لو أننا ما عدونا َقط‬
‫وما بي َنهما مح ُض هوا ٍء في الزم ِن‬                                                     ‫مث َل ري ٍح تطأ النوا َر الصغير‬
                                                    ‫***‬                                                       ‫وتهدأ‬
                        ‫المحدود‬
                  ‫وصي ٌف أج ُّش‬                            ‫غيم ٌة بلا أصابع‬           ‫باحثًا عن ِكسر ٍة في موق ِد القلب‬
                                                             ‫مرت من هنا‪..‬‬                        ‫وحي َن يرع ُد الشتا ُء‬
  ‫وشتاء تثاءب إلى أن كسر فكين‬                                     ‫وانزوت‬                        ‫يتجه إلى رك ٍن قص ٍّي‬

                    ‫من الصقيع‬                    ‫فلنؤج ِل حكاي َتنا هذه الم َّرة‪..‬‬          ‫يبكي الأحبة الذين رحلوا‬
       ‫ونام جائ ًعا يلو ُك الأحلام‬                      ‫الليل ُة المُعتم ُة تحتا ُج‬                  ‫دونما استئذان‬
      ‫كا َن لا ب َد أن تكو َن صخرة‬
      ‫يتسر ُب إحسا ُسها المكتو ُم‬             ‫إلى قم ٍر شاح ٍب لا يتكل ُم كثي ًرا‬                 ‫في الليالي العاصفة‬
                                                  ‫ُيشاط ُر كل نجمة انزواءها‬                         ‫والمواس ُم تتبدل‪.‬‬
            ‫والهوا ُء يتفج ُر برايا‬
                   ‫في ليا ٍل بالية‬                                                           ‫***‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90