Page 80 - m
P. 80

‫العـدد ‪60‬‬                                           ‫‪78‬‬

                                                                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫فيها ك ُّل ضر ٍب ِمن النَّبت»‪.‬‬                                                ‫أهل اللغة في أ َّنه ُمع َّرب»‪( ،‬إلا أ َّنهم اختلفوا حقيق ًة في‬
‫فندق‪ :‬جاء في تفسير الألفاظ الدخيلة‪ :‬يوناني ِمن‬                                ‫الأصل الذي َيرجع إليه)‪ ،‬يقول الشيخ المصطفوي في‬

‫(‪ ،)pandochaion‬معناه الأساسي‪َ :‬يقبل الجميع‪،‬‬                                   ‫السندس والإستبرق‪« :‬اسمان أعجميان متصرفان‬
                                                                              ‫مأخوذان ِمن لغ ٍة خارجية فارسية أو رومية»‪ ،‬ويرى‬
‫ومرادفه نزل ومنزل‪ ،‬يقول الجواليقي‪« :‬والفندق‬                                   ‫المُستشرق (‪ )Dvorak‬أ َّنه يوناني ِمن ( َس ْندكس)‪،‬‬
‫بلغة أهل الشام‪ :‬خان ِمن الخانات التي ينزلها الناس‬

‫مما يكون في الطرق والمدائن»‪ ،‬و َينقل ابن منظور عن‬                             ‫وإ ْن ص َّح هذا القول فقد ُع ِّر َب بحذف الكاف‪ ،‬و َينقل‬
‫سيبويه أ َّنه فارسي‪ ،‬أما الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم‬                                ‫فرأي ًياريقساولتلهب«أالمُصعل َّره ابلاهلندصيوت ِمين‬  ‫«إدريس سليمان»‬
                                                                                                                                   ‫في القرآن الكريم»‬
‫فيقول‪« :‬الصواب أ َّنه يوناني»‪ ،‬وهو في الأصل مفتوح‬

   ‫الأ َّول لكنَّهم ضموا أوله لإلحاقه بوزن ُفعلل‪.‬‬                             ‫(سندون)‪ ،‬وقد ور َد اللفظ في القرآن الكريم في ثلاث‬
‫فردوس‪ :‬نق َل الجواليقي عن الز َّجاج‪« :‬الفردوس‬                                    ‫آيات منها قوله تعالى‪َ { :‬و َي ْل َب ُسو َن ِث َيا ًبا ُخ ْض ًرا ِم ْن‬
   ‫أصله رومي أعرب وهو ال ُبستان»‪ ،‬وعن الفراء‬                                                                ‫ُس ْن ُد ٍس َوإِ ْس َت ْب َر ٍق}‪.‬‬
‫قوله أ َّنه عربي‪ ،‬وقد اشت َّقه ابن دريد من الفردسة‬
                                                                              ‫صابون‪ :‬قال الجواليقي‪ :‬الصابون أعجمي‪ ،‬وقال ابن‬
                                                                              ‫دريد‪ :‬ليس ِمن كلام العرب‪ ،‬أما الفيومي فع َّده عربيًّا‬
‫بمعنى السعة‪ ،‬لكنَّه لم يكن على يقين‪ ،‬أما الدكتور‬

‫ف‪ .‬عبد الرحيم في تحقيقه لل ُمع َّرب فيقول‪ :‬الصواب‬                             ‫فقال‪« :‬صبن ُت عنه الكأس‪ :‬صرفتها‪ ،‬والصابون‬
 ‫ُمع َّرب ِمن اليونانية‪ ،‬والكلمة اليونانية مأخوذة‬  ‫أ َّنه‬                     ‫فاعول‪ ،‬كأ َّنه اسم فاعل من ذلك؛ لأ َّنه يصرف‬
‫الفارسية القديمة‪ ،‬ويراه صاحب تفسير الألفاظ‬         ‫ِمن‬
                                                                              ‫الأوساخ والأدناس»‪ ،‬جاء في القاموس المحيط‪َ « :‬ص َب َن‬
‫الدخيلة فارسيًّا‪ ،‬وقال الشيخ المصطفوي في تحقيقه‬                               ‫الهدية عنا يصبِ ُنها‪ :‬ك َّفها ومنعها»‪ ،‬ويؤ ِّيد الدكتور ف‪.‬‬
    ‫للفظة‪« :‬والتحقيق أ َّن الكلمة عربية مأخوذة ِمن‬                            ‫عبد الرحيم قول َمن يراه أعجميًّا فيقول في الإبدال‬
‫العبرية والسريانية والآرامية»‪ ،‬والخفاجي يقول‪:‬‬                                 ‫اللازم‪« :‬والسين أبدلوا منها الصاد كما في صنجة‬
                                                                              ‫وصابون»‪ ،‬وأور ُد ِمن المُح َدثين رأي «محمد رشيد‬
‫«فردوس‪ :‬اسم الجنة‪ ،‬عربية وقيل ُمع َّربة»‪ ،‬فهو لم‬                              ‫ناصر» حيث يرى أ َّن أصل كلمة صابون عربي من‬
‫ُيجزم‪ ،‬ويو ِّضح الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم تعريبه عن‬                               ‫( َص َّب) وهي العملية التي يصنع خلالها‪ ،‬وأ َّن اللفظة‬
                                                                              ‫اليونانية (‪ )SAPON‬منقولة عنها‪ ،‬ويرى القس‬
   ‫اليونانية (إ ْن ص َّح أ ْن يكون ُمع َّر ًبا عنها) فيقول‪:‬‬
‫ُع ِّر َب فراديس‪ ،‬ث َّم قيل للمفرد فردوس تو ُّه ًما أ َّنه‬
‫جمع‪ ،‬من باب ما وافق بناؤه بناء فعاليل‪ ،‬أما الباحث‬                             ‫طوبيا أ َّنه لاتيني ِمن (‪ )sapo- onis‬قال‪« :‬مرادفه‬
‫«محمد بوس ّلم» فيورد قو ًل ُمختل ًفا عن هذا كله؛‬
                                                                                                                                   ‫الغاسول»‪.‬‬

‫فيرى أ َّن (‪ )Fidausse‬اليونانية منقولة عن العربية‪،‬‬                            ‫طاووس‪( :‬والأفضل حذف الواو الثانية استخفا ًفا)‪،‬‬

 ‫وقد ورد ْت اللفظة في القرآن الكريم في موضعين‪،‬‬                                ‫لك َّن القدامى يوردونها بلغتين (طاووس‪ ،‬طاؤوس)‪،‬‬
‫منها قوله تعالى‪{ :‬إِ َّن الَّ ِذي َن آ َم ُنوا َو َع ِملُوا ال َّصالِ َحا ِت‬  ‫يقول الجواليقي‪« :‬وطاؤوس أعجمي‪ ،‬وقد تكلَّم ْت‬
                                                                              ‫به العرب قدي ًما وس َّم ْت به»‪ ،‬ويقول القس طوبيا‪:‬‬
     ‫َكا َن ْت َل ُه ْم َجنَّا ُت ا ْل ِف ْر َد ْو ِس ُن ُز ًل}‪ ،‬وفي الحديث‬   ‫«وطاووس في اليونانية (‪ )taos‬لغة هندية حيث‬
 ‫الشريف‪« :‬إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإ َّنها‬

‫وسط الجنة‪ ،‬وأعلاها وفوقها عرش الرحمن‪ ،‬ومنها‬                                   ‫َمنشأ هذا الطائر العجيب»‪ ،‬ور َد في الجمهرة عن‬

‫تفجير أنهار الجنة»‪.‬‬                                                           ‫الأصمعي أ َّن العرب تقول‪ :‬تط َّوس ْت المرأة والجارية‪:‬‬

   ‫قيراط‪ :‬قال الجواليقي‪« :‬أعجمي ُمع َّرب»‪ ،‬وذهب‬                               ‫إذا تز َّين ْت‪ ،‬ويدحض الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم ذلك‬
‫ابن دريد للقول بأ َّنه من (قرط عليه) إذا أعطاه قلي ًل‬                         ‫فيقول‪« :‬والصواب أ َّنه يوناني ُمع َّرب ِمن (تاؤس)‪،‬‬
‫قلي ًل‪ ،‬جاء في القاموس المحيط‪َ « :‬ق ِر َط ك َف ِر َح‪ ..‬وقرط‬                   ‫وتط َّوس ْت المرأة إذا تز َّين ْت مأخوذ ِمن الطاؤوس لا‬
    ‫عليه‪ :‬أعطاه قلي ًل‪ ،‬والقيراط وال ِق َّراط بكسرهما‪:‬‬                        ‫العكس»‪ ،‬جاء في القاموس المحيط‪« :‬ال ُّطوس‪ :‬القمر‪،‬‬

 ‫يختلف وزنه بحسب البلد»‪ ،‬غير أ َّنه لم ُيشر إلى‬                               ‫و ُحسن الوجه ونضارته‪ ،‬ودواء يشرب للحفظ‪،‬‬
‫تعريبه‪ ،‬ونبَّ َه الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم إلى أ َّنه ِمن‬                         ‫والطاؤوس‪ :‬طائر وجمعه أطواس وطواويس‪،‬‬
‫الألفاظ التي لم ُيش ْر إلى تعريبها أح ٌد ِمن أصحاب‬
                                                                              ‫والجميل من الرجال‪ ،‬والفضة‪ ،‬والأرض المخض َّرة‬
   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85