Page 82 - m
P. 82

‫العـدد ‪60‬‬                                      ‫‪80‬‬

                                                                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫في القرآن الكريم) ال ِقداح‪ ،‬وهي ِقداح جعلوا عليها‬                                  ‫عروق حمر تطلع ِمن البحر كأصابع الكف وهو‬

‫علامات يعرفون بها َمن يكفل مريم على جهة القرعة‪،‬‬                                    ‫المشهور‪ ..‬في اليونانية (‪ )margaron‬وفي اللاتينية‬
‫وإ َّنما قيل للسهم القلم لأ َّنه ُيق َلم‪ :‬أي ُيبرى‪ ،‬وكل ما‬
‫قطع َت ِمنه شيئًا بعد شيء فقد قلمته‪ ،‬و ِمن ذلك القلم‬                               ‫(‪ )margarita‬معناه لؤلؤ و ُدر‪ ..‬وهو يوافق المعنى‬
                                                                                     ‫الأ َّول‪ ،‬والذي بالمعنى الثالث يقال له في اليونانية‬
‫وإ َّنما ُسم َي قل ًما لأ َّنه ُقلِ َم مر ًة بعد‬          ‫يكتب به‪،‬‬   ‫الذي‬          ‫(‪ )korallion‬أي ال َمرجان‪ ،‬ويكون غالبًا أحمر اللون‪،‬‬
‫قيل قلم ُت أظفاري‪ ،‬وقلم ُت الشيء‬                          ‫و ِمن هذا‬  ‫مرة‪،‬‬             ‫وير ِّجح الجواليقي أ ْن يكون ُمع َّر ًبا كذلك فيقول‪:‬‬
‫إذا بري ُته»‪ ،‬وفي قوله «و ِمن ذلك ال َق َلم» ر ٌّد صريح‬                            ‫«وال َمرجان‪ :‬ذكر بعض أهل اللغة أ َّنه أعجمي ُمع َّرب‪،‬‬
‫للفظة إلى الأصل العربي ِمن َق َل َم‪ ،‬وفي القاموس‪َ « :‬ق َل َم‬                       ‫قال أبو بكر‪ :‬ولم أسمع له بفع ٍل متصرف‪ ،‬وأحر به‬
‫الظفر وغيره َي ْقلِ ُم ُه و َقلَّ َمه‪ :‬قطعه‪ ،‬والقلامة ما سقط‬                         ‫أ ْن يكو َن كذلك»‪ ،‬أما المح ِّقق «خليل المنصور» فيرى‬
  ‫كعوبه»‪ ،‬وحين ذه َب جمهو ٌر‬                              ‫الرمح‪:‬‬     ‫منه‪ ،‬ومقالم‬     ‫أ َّن الأجدر به أ ْن يكون عربيًّا‪ ،‬قال‪« :‬ولعلَّه ِمن فعل‬
‫كلمة (إقليم) عربية أعادوها إلى‬                            ‫إلى أ َّن‬  ‫ِمن اللغويين‬   ‫َم َر َج ومعناها أرس َل و َخ َل َط‪ ،‬وهو شجر بحري أحمر‬
                                                                                   ‫خليط ِمن النبات والحجر»‪ ،‬ويرى بعضهم أ َّنه فارسي‬
‫لفظة القلم؛ أي أ َّنهم أق ُّروا بأصل (القلم) العربي‪،‬‬
‫وفي ذلك يقول أبو حاتم الرازي عن الإقليم‪« :‬هو‬                                         ‫الأصل‪ ،‬وقد ورد ْت اللفظة في القرآن الكريم‪ ،‬قال‬
‫النصيب مشتق ِمن القلم بإفعيل؛ إذ كانت الأنصباء‬                                     ‫{ت َعكاَألَّنىُه‪َّ :‬ن{ َاي ْل َْيخا ُرُق ُجو ُ ِتم ْن َُهواَْم َلا ْرالَلجُّاْؤ ُُلن ُ}ؤ‪َ ،‬ويا ْق َلوْرلَجاال ُن}ش‪،‬يخوقاالملصتعطافلوى‪:‬ي‬
                                                                                   ‫ُمعلِّ ًقا‪ُ « :‬ينظر في الآية الأولى إلى جهة القيمة والقدر‪،‬‬
   ‫بالمساهمة بالأقلام مكتو ًبا عليها أسماء السهام‪،‬‬
‫ويقول الفيومي‪« :‬قيل مأخوذ ِمن قلامة الظفر؛ لأ َّنه‬
                                                          ‫قطعة ِمن الأرض»‪.‬‬         ‫أما في الآية الثانية ف ُينظر إلى جهة اللمعان واللون‬
‫أما السيف الذي ع َّد ُه القس طوبيا يونانيًّا ِمن (‪)xifos‬‬                                                                     ‫والصفاء»‪.‬‬
                                                                                   ‫َفلس‪ :‬جاء في تفسير الألفاظ الدخيلة‪َ « :‬ف ْلس‪ :‬يوناني‬
‫فجاء في المخصص لابن سيده‪« :‬ابن دريد‪ :‬السيف‬
           ‫ُمشت ٌّق ِمن قولهم ساف ما ُله أي هلك‪ ،‬فلما كان‬                          ‫(‪ :)obolos‬وهو نقد نحاسي يوناني كان يساوي‬

‫رجل‬        ‫ُسسمي َيف‪ ،‬أسبي ًفوا‪،‬عاببيدن‪:‬االلمس ِسكييتف‪::‬‬  ‫السيف سببًا للهلاك‬       ‫سدس الدرهم»‪ ،‬ويرى ابن دريد أ َّن اللفظة عربية‬
‫المتقلِّد‬                                                 ‫سيّاف وسائف‪ :‬معه‬         ‫فيقول‪« :‬الفلس‪ :‬عربي معروف‪ ،‬وأصل الفلس ِمن‬
                                                                                   ‫قولهم أفلس الرجل إفلا ًسا‪ ،‬إذا ق َّل ماله‪ ،‬فهو ُمفلِس‪،‬‬
‫للسيف‪ ،‬فإذا ضرب به فهو سائف‪ ،‬أبو علي‪ :‬استاف‬                                           ‫وهي كلمة عربية وإ ْن كانت مبتذلة»‪ ،‬وقد ورد ْت‬

‫القوم وتسايفوا‪ :‬تضاربوا بالسيوف»‪ ،‬بالتالي هم‬                                       ‫اللفظة في الشعر القديم‪( :‬وقد ضمر ْت حتى بد ْت‬
                                                                                   ‫ِمن هزالها كلاها وحتى استامها كل مفلس)‪ ،‬أما‬
‫ُيرجعون اللفظة للأصل العربي ويشتقونها منه‪ ،‬كما‬
‫أ َّن التشابه بين اللفظتين العربية واليونانية لا يعني‬                              ‫أ َّن كلمة ُمفلس (والتي‬  ‫ناصر» فيرى‬       ‫رشيد‬  ‫«محمد‬
‫بضرورة الحال أ ْن تكو ِن اللفظة العربية منقولة عن‬                                    ‫منقولة إلى اليونانية‬   ‫المادة اللغوية)‬  ‫نفس‬   ‫هي ِمن‬
           ‫اليونانية‪ ،‬وقد يكون العكس هو الصحيح‪.‬‬
‫وأظ ُّل طالبة علم تصيب وتخ ِطئ‪ ،‬والله تعالى أعلى‬                                   ‫إ(ف‪s‬ل‪i‬ا‪uً z‬سا‪fl،o‬ف‪u‬ه‪o‬و‪ُm‬م)فلِ ِمسن‪،‬األأفل َصسلااللتاعرجبر‪:‬ي‪،‬فق«أَدفلماَلسه‪ُ ،،‬يففألع ُس‪،‬سر‬

                                                                     ‫وأعلم‪.‬‬             ‫ُمفلِّس‪،‬‬  ‫بعد ُيسر‪ ،‬وفلَّ َس‪ُ ،‬يفلِّ ُس‪ ،‬تفلي ًسا‪ ،‬فهو‬
                                                                                   ‫جعله ُيفلِس»‪.‬‬  ‫والمفعول ُمفلَّس للمتعدي‪ ،‬فلَّ َس فلا ًنا‪:‬‬
           ‫الخاتمة‬

‫القضايا التي تستحوذ‬  ‫والدخيل ِمن‬                          ‫إ َّن قضية المُع َّرب‬    ‫هناك ألفاظ ذكرها «القس طوبيا» في «تفسير الألفاظ‬
 ‫فمن خلالها يستطيع‬   ‫ِمن الباحثين؛‬                        ‫على اهتمام كثير‬          ‫الدخيلة» على أ َّنها أعجمية مأخوذة ِمن اليونانية‬
‫الدارس أ ْن يض َع يده على ما دخل ِمن الألفاظ في‬                                    ‫كالسيف والقلم‪ ،‬وأراه قو ًل فيه نظر؛ فالقلم مث ًل لم‬

‫صلب اللغة‪ ،‬والتي قد لا يتنبَّه إليها المتح ِّدث العادي؛‬                            ‫ُيذكر عند علماء اللغة كالجواليقي والخفاجي وغيرهما‬
           ‫لأ َّنها تو َّغل ْت في مخزونه اللغوي وال َمعرفي حتى‬                     ‫على أ َّنه لفظ أعجمي‪ ،‬بل نراه في قواميس اللغة يرجع‬
                                                                                   ‫للأصل العربي‪ِ :‬من َق َل َم َيقلُ ُم‪ ،‬يقول ابن منظور في‬
‫أصبح لا ُيف ِّرق بينها وبين مفردات اللغة الأم‪ ،‬كما‬                                   ‫اللسان‪« :‬قال الز َّجاج‪ :‬الأقلام ههنا (أي الواردة‬
‫يضع يده على عملية التبادل بين اللغات‪ ،‬ويستطيع‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87