Page 79 - m
P. 79

‫‪77‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

    ‫أو العا ِل‪ ،‬أو هو فوق القسيس ودون المطران‪،‬‬              ‫(‪ )BRIKI‬اليونانية مأخوذة من اللفظة العربية‬
‫والجمع‪ :‬أسا ِقفة وأسا ِقف»‪ ،‬ع َّده ابن السكيت عربيًّا‬
                                                            ‫(إبريق)‪ ،‬وبأ َّنها ذات أصل عربي من (أراق الماء)‪،‬‬
‫كالفيروزآبادي واشت َّق ُه من ال َّس َقف فقال‪« :‬ومنه‬         ‫أما الجواليقي فيقول‪« :‬فارسي ُمع َّرب وترجمته ِمن‬
‫اش ُت َّق أس ُقف النصارى لأ َّنه يتخاشع‪ ،‬وابن الأثير‬        ‫الفارسية أحد شيئين‪ :‬إما أ ْن يكو َن طريق الماء‪ ،‬أو‬
‫يرى بأ َّنه سرياني‪ ،‬أما الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم‬               ‫صب الماء على ِهي َنة‪ ،‬ويذهب الخفاجي أي ًضا للقول‬

‫فيقول‪« :‬والصواب أ َّنه يوناني وأصله (أ ِبسكو ُبس)‪.‬‬          ‫بعجمة اللفظ وأ َّنه يرجع للأصل الفارسي‪ ،‬وقد ورد‬

    ‫ترياق‪ :‬جاء في تفسير الألفاظ الدخيلة‪ :‬يوناني‬             ‫اللفظ في القرآن الكريم في َموض ٍع واحد بصيغة جمع‬

‫(‪ ،)theriaka‬دواء يدفع السموم‪ ،‬قال الخفاجي‪:‬‬                  ‫التكسير المفيد معنى الكثرة على وزن أفاعيل‪ ،‬قال‬
‫« ُمع َّرب وفيه ُلغات»‪ ،‬وقال الجواليقي عن لغاته‪:‬‬            ‫تعالى‪ِ { :‬ب َأ ْك َوا ٍب َو َأ َبا ِري َق َو َك ْأ ٍس ِّمن َّم ِعي ٍن}‪ ،‬وورد في‬
  ‫لغ ٌة في الترياق‪ ،‬وهو رومي ُمع َّرب»‪ ،‬لم‬    ‫«ال ِّدرياق‬   ‫أشعار العرب القدامى (الذين ُيحت ُّج بكلامهم) كعدي‬
‫دريد لتعريبه‪ ،‬و َن َق َل الفيومي قو ًل يقتضي‬  ‫ُي ِش ْر ابن‬   ‫بن زيد العبادي‪ ،‬جاء في المُعجم الوسيط‪« :‬الإبريق‪:‬‬
‫أ ْن يكون اللف ُظ عربيًّا مأخو ًذا من الريق على وزن‬
‫( ِتفعال) لما فيه من ريق الحياة‪ ،‬أما الجوهري فاعتبره‬        ‫السيف الب َّراق‪ ،‬والمرأة الحسنة الب َّراقة اللون والتي‬
                                                                        ‫تُظهر حُسنها على عمد‪ ،‬وإناء معين»‪.‬‬

‫فارسيًّا ُمع َّر ًبا‪ ،‬جاء في القاموس المحيط‪« :‬ال َّد ّراق‬   ‫إبليس‪ :‬ذهب الجواليقي للقول ب ُعجمة اللفظ‪ ،‬قال‪:‬‬
 ‫ُمشددة‪ ،‬وال ِّد ْرياق‪ ،‬وال ِّد ْرياقة بكسرهما و ُيفتحان‪:‬‬   ‫«ليس بعربي وإ ْن واف َق أبل َس»‪ ،‬أما ابن دريد فكا َن‬
‫التِّرياق والخمر»‪ ،‬وفي شفاء الغليل‪« :‬درياق وترياق‬           ‫متر ِّد ًدا بين ُعروبته وعجمته‪ ،‬يقول الدكتور ف‪ .‬عبد‬

   ‫رومي ُمع َّرب‪ ،‬تكلموا به العرب قدي ًما‪ ،‬ودرياقة‪:‬‬             ‫الرحيم في تحقيقه لل ُمع َّرب‪« :‬هو يوناني‪ ،‬وأصله‬
‫الخمر»‪ ،‬والرومي كما سلف يشمل ما دخ َل العربية‬               ‫(ديا ُبلُس) ومعناه الن َّمام والعدو»‪ ،‬ويذهب الجواهري‬
    ‫من اليونانية واللاتينية‪ ،‬أما ِمن المُح َدثين فيرى‬
    ‫«محمد بوس َّلم» أ َّن العكس هو الصحيح وأ َّن‬             ‫للقول بأ َّنه عرب ٌّي خالص‪ ،‬وكذلك الأزهري‪ ،‬غير أ َّن‬
‫اليونانية نقل ْت اللفظ عن العربية فقال‪« :‬كانت عملية‬            ‫الأخير لم ُيجزم‪ ،‬و َمن قال بعروبته أرجعه لأبل َس‬
    ‫الاقتباس من اللغة العربية إلى اليونانية ُتح ِدث‬         ‫ُيبل ُس أي َيئس‪ ،‬فكأ َّنه أبلس من رحمة الله‪ :‬أي يئس‬
    ‫تغييرات وقيل تشويهات‪ ،‬فالطب مث ًل في اللغة‬               ‫منها‪ ،‬و ُحجة الجواليقي للقول بعجمته أ َّن (إبليس)‬
                                                            ‫لا ينصرف‪ ،‬فلا يمكن القول بأ َّنه من أبلس‪ ،‬ويورد‬

‫اليونانية كان ُيدعى «ياتريكي» وهو الترياق أي‬                ‫الباحث «إدريس سليمان» ثلاثة احتمالات لصورته‬
                          ‫الدواء في العربية‪.‬‬                ‫الأصلية إذا كان منقو ًل عن اليونانية‪ ،‬فهو إما‬
                                                            ‫(ديا ُبلُس) أو (ديابولوس) أو (ديابوليوس)‪ ،‬وهذا‬
‫أوقيانوس‪ :‬يوردها الدكتور ف‪ .‬عبد الرحيم ضمن‬

‫الألفاظ اليونانية الدخيلة‪ ،‬وهي عند القس طوبيا‬               ‫يعود لاختلاف ترجمة اللفظ الأعجمي‪ ،‬وقد ُذكر‬
    ‫يونانية كذلك ومعناها المُحيط (‪ ،)okeanos‬أما‬
                                                            ‫(إبليس) في القرآن الكريم في إحدى عشرة آية‪،‬‬
‫الباحث «محمد بوس َّلم» في مقاله «الجذور العربية‬             ‫َُقو ْال َن ْاس َتلِ ْلْك ََمب ََرل ِئَوَك َكِةااَن ْس ِم ُ َجن ُداوْلا َكاِلِف َدِر َيم َن}‪،‬‬
‫في اللغة اليونانية» فيرى أ َّن أوقيانوس التي ُي َّظ ُن‬                                                                                                     ‫ومنها قوله تعالى‪َ { :‬وإِ ْذ‬
                                                                                                                                                           ‫َف َس َج ُدوا إِ َّل إِ ْبلِي َس َأ َبى‬
‫أ َّنها يونانية ما هي إلا تحريف لكلمة (القاموس)‬             ‫يقول الشيخ المُصطفوي‪« :‬وإبليس أعجمي‪ ،‬ولهذا لا‬
‫العربية التي تعني المُحيط‪ ،‬وإني أمي ُل إلى هذا الرأي؛‬                                 ‫ينصرف لل ُعجمة وال َع َلمية»‪.‬‬
   ‫فالقاموس ِمن ال َق ْمس‪ :‬وهو الغوص كما جاء في‬
‫القاموس المحيط‪« :‬ال َق ْمس‪ :‬الغوص‪َ ،‬يق ُم ُس و َيق ِم ُس‪..‬‬  ‫أسقف‪ :‬جاء في تفسير الألفاظ الدخيلة أ َّنه يوناني من‬
                                                            ‫(‪ )episcopos‬ومعناه في الأصل الملاحظ والمُدبر‪،‬‬
   ‫ومنه القاموس‪ :‬البحر»‪ ،‬فالمنطق أ ْن تكو َن اللفظة‬
                                                            ‫وفي ُعرف الكنيسة الذي له كمال الكهنوت‪ ،‬قال‬
‫اليونانية مأخوذة من (القاموس) العربية‪ ،‬وإ ْن عاد ْت‬         ‫الجواليقي‪« :‬أعجمي ُمع َّرب‪ ،‬وقالوا‪ :‬أس ُق ٌّف بالتشديد‬
     ‫بثو ٍب أعجمي فهو ِمن قبيل (إعادة الاقتراض)‪.‬‬             ‫«ال َّس َقف‪:‬‬   ‫القاموس المحيط‪:‬‬                                                                ‫والتخفيف»‪ ،‬وجاء في‬
                                                             ‫و ُس ْق ُفهم‪،‬‬            ‫أَأوْسالُق َملِفك‬                                                    ‫طول في انحناء‪ ،‬ومنه‬
‫ُسندس‪ :‬قال الخفاجي‪« :‬رقيق الديباج ُمع َّرب»‪ ،‬غير‬            ‫في مشيته‪،‬‬       ‫النصارى‬                                                                        ‫لرئي ٍس لهم في الدين‪،‬‬
  ‫أ َّنه لم ُيح ِّد ْد أصله‪ ،‬والجواليقي يقول‪« :‬لم َيختلف‬                    ‫المتخاشع‬
   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84