Page 291 - merit 48
P. 291

‫‪289‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫شهادة‬

‫فؤاد التكرلي‬  ‫خالد علي مصطفى‬                                     ‫حميد سعيد‬             ‫واح ًدا واح ًدا‪ ،‬كم كان اللقاء به‬
                                                                                      ‫ند ًّيا‪ ،‬ولطي ًفا‪ ،‬وسا ًّرا وحين راح‬
              ‫عام ‪ ،٢٠٠٢‬عدت بمعرفة حميد‬         ‫فهم‪ ،‬وعلى الرغم من المشتركات‬
               ‫سعيد‪ ،‬وببعض كتبه‪ ،‬في الشعر‬       ‫الكثيرة بينهم‪ ،‬أهل تفرد إبداعي‪،‬‬          ‫ماجد السامرائي يع ِّرف بنا‪،‬‬
                                                ‫وأهل دروب‪ ،‬أو قل أهل طريقة‪،‬‬          ‫غمزني‪ ،‬وهو يذكر اسمي لحميد‬
                 ‫والنثر‪ ،‬عدت بمحبته وروحه‬                                             ‫سعيد‪ ،‬فقال‪ :‬أنت صاحب جسر‬
               ‫العروبية‪ ،‬ففلسطين حاضرة في‬            ‫كما يو َّصف أهل التص ُّوف‪،‬‬       ‫بنات يعقوب‪ ،‬قلت نعم وأنا أهز‬
                ‫حديثه حتى لو روى شيئًا من‬          ‫في الكتابة الرحبة في معانيها‪،‬‬      ‫رأسي‪ ،‬فقال عرفناك منها وبها!‬
              ‫تراث العراق‪ ،‬وعدت ببعض كتب‬          ‫والعالية في صوغها‪ ،‬والجهيرة‬       ‫يالابتسامة حميد سعيد‪ ،‬تكاد لولا‬
              ‫خالد علي مصطفى‪ ،‬وروح الأبوة‬        ‫بمواقفها‪ ،‬فما كتبوه‪ ،‬وهو كثير‬
                                               ‫وثمين‪ُ ،‬يع ُّد كتاب العراق الإبداعي‬     ‫الحياء‪ ،‬تجذب إليها من تقابله‪،‬‬
                 ‫التي أحاطني بها‪ ،‬مثلما عدت‬        ‫من جهة‪ ،‬وكتاب العراق الذي‬             ‫وحين غادرني حميد سعيد‪،‬‬
                ‫بالكثير من كتب سامي مهدي‪،‬‬         ‫يرصد التح ُّولات التي عصفت‬
                                                ‫ببلاد الرافدين والعرب من جهة‬        ‫خ َّصني بنظرة ما زلت متعلِّ ًقا بها‪،‬‬
                  ‫لقد عرفت شارع المتنبي من‬        ‫أخرى‪ ،‬ففي نصوصهم‪ ،‬تتجلى‬            ‫منذ عشرين عا ًما‪ ،‬وقال لي ماجد‬
                                     ‫أجلهم‪.‬‬      ‫جماليات اللغة لقداستها‪ ،‬وتبدو‬         ‫السامرائي ضاح ًكا‪ :‬بقي اثنان‪.‬‬
                                                  ‫العربية مضيئة لجلالها‪ ،‬ويطل‬
                       ‫‪-٨-‬‬                                                                    ‫‪-٥-‬‬
                                                     ‫التاريخ بفجرياته البكر‪ ،‬أما‬
                 ‫بلى‪ ،‬لك أن تشهق‪ ،‬وأنت تقرأ‬         ‫المستقبل فهو حلم القصيدة‪،‬‬          ‫في الندوة تع َّرفت إلى خالد علي‬
                   ‫قصائد سامي مهدي‪ ،‬لأنك‬                                               ‫مصطفى‪ ،‬وكان صاحب مهابة‬
                  ‫في حضرة غابة من الجمال‪،‬‬                        ‫وحلم الحياة‪.‬‬           ‫وصوت جهير واضح‪ ،‬وثقافة‬
                   ‫والمفاجآت‪ ،‬والدهشة‪ ،‬فأنت‬                                            ‫راعبة في اكتنازها وشموليتها‪،‬‬
                                                         ‫‪-٧-‬‬
               ‫وحين تقف على أعتاب قصيده‪،‬‬                                                 ‫وقد التقيته م َّرات ع َّدة‪ ،‬حتى‬
                ‫تقول لنفسك‪ :‬بناءا ُت القصيدة‬        ‫حين عدت من بغداد‪ ،‬أواخر‬          ‫تج َّرأت وطلبت منه أن أتعرف إلى‬
                ‫وأعر ُفها‪ ،‬والموضو ُع سأعرفه‪،‬‬                                       ‫سامي مهدي! قال‪ :‬للأسف هو في‬
              ‫وتراكيب الصور ستبدو‪ ،‬وثنائية‬                                           ‫سفرة إلى خارج العراق‪ .‬قلت من‬
                                                                                     ‫دون وعي مني‪ :‬إ ًذا غربت شمس‬

                                                                                                           ‫زيارتي!‬

                                                                                              ‫‪-٦-‬‬

                                                                                                            ‫أعترف‪،‬‬
                                                                                     ‫بأن خالد أبو خالد‪ ،‬وعبد الكريم‬
                                                                                       ‫الناعم‪ ،‬وهما شاعران من رتبة‬
                                                                                      ‫الصقور الشعرية‪ ،‬هما من أوقد‬
                                                                                      ‫ف َّي الشوق لمعرفة هؤلاء الثلاثة‪:‬‬

                                                                                         ‫حميد سعيد‪ ،‬وسامي مهدي‪،‬‬
                                                                                    ‫وخالد علي مصطفى‪ ،‬وحين قرأت‬

                                                                                       ‫الثلاثة‪ ،‬في بعض كتبهم‪ ،‬وكان‬
                                                                                    ‫خالد علي مصطفى‪ ،‬أقلهم تصدي ًرا‬
                                                                                    ‫لمخزونه المعرفي والإبداعي‪ ،‬أدركت‬

                                                                                        ‫أهمية هؤلاء الشعراء‪ ،‬وعرفت‬
                                                                                    ‫ثقل الموهبة التي يحملها ك ٌّل منهم‪،‬‬
   286   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296