Page 90 - merit 48
P. 90
العـدد 48 88
ديسمبر ٢٠٢2
رءوف مسعد
العذراء و الشيخ
البنت -في سنواته الاخيرة -ليحكي لها ما لم يقله مستخد ًما هنا عنوا ًنا ساب ًقا للكاتب البريطاني D.
حينما كانا سو ًّيا. H Laurenceفي نوفيلا صغيرة بعنوان العذراء
متتالية قصص َّية والغجري ،ثم استخدم همنجواي مع التصرف
هي1 - «العجوز والبحر».
غفلة المنامات إيماءة من الكاتب
أصبحت منامات قليلة لكنها شبه دائمة ،إلا في أحاول هنا كتابة تجربة من نوع خاص في الكتابة،
حالات التعب البالغ أو الألم الجسدي الذي يتناول ولعل من هم في عمري الآن ( 85عا ًما) أو أقل
له حبو ًبا مضادة للألم ،تدخله في سبات عميق. قلي ًل ،يمرون من وقت لآخر «باستدعاء» شخص
ليستيقظ في الصباح ضائ ًعا يحاول أن يتبين معالم أو شخوص كانوا في علاقة «ما» مع من استدعاهم.
الغرفة التي استيقظ فيها .أي بلد :يتساءل واجف
فالكاتب -هنا -يتحول من الكتابة بضمير الغائب
القلب؟ لكنه يكتشف أنه في «مقره» الدائم في بيته إلى الكتابة بضمير المتكلم بالنسبة لكليهما في هذا
وفي غرفته ،ويستمع إلى صمت البيت الهامس
النص في حالة الاستدعاء.
بالحركة التي كانت متواجدة به متشابكة مع حركة هذا نص وهذه تجربة كتابة تجمع بين الحقيقة
زوجته العنيفة دو ًما من خبط أبواب ووقوع أدوات
المطبخ ،حتى بعد أن تغادر البيت إلى عملها يستمع والخيال.
أو بين أكثر من «واقع»!
إلى الصدى أو يظنه ذلك. ال ّشيخ هنا في هذا النص كان يعيش في وقت سابق
يلبد في فراشه بين السبات والغفلة ،يستمتع س ًّرا منذ سنوات ليست بعيدة ،في علاقة لشهور قلائل
مع فتاة تصغره بأكثر من نصف عمره ..هو مق ٌّل
بانتصاب يكون في معظم الأوقات بسي ًطا ..عدا في الكلام ..ليكتشف أي ًضا ا َّن البنت لا تحكي كثي ًرا..
أوقات خاصة يشعر فيها أن جسده يبدأ في شحن انتهت العلاقة لك َّن ال ّشيخ بعد سنوات بدأ يستدعي
طاقة انتصاب جديدة عليه ،لا علاقة لها بحبوب