Page 93 - merit 48
P. 93

‫‪91‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

    ‫غفلته هذه يشعر بنشاط ذهن ٍّي أقوى بكثير من‬
    ‫نشاطه ال ِّذهني المعتاد ساعة أن يستيقظ ويقوم‬

      ‫بطقوسه ال ّصباحيَّة‪ .‬يرقد في غفلته يحاورها‬
 ‫وترد عليه‪ ،‬يعرف شبه معرفة يقينيّة كيف ستر ُّد‪،‬‬
  ‫وماذا ستقول‪ ،‬ويعتبر هذا إنجا ًزا يقاوم به العته‬

   ‫والنِّسيان وكذا ألزهايمر‪ ،‬وك ٌّل منها يخيفه أ ُّيما‬
                                       ‫خوف‪.‬‬

   ‫يرى نفسه في غفلته راق ًدا متمد ًدا فوقها‪ ،‬وقد‬
 ‫تم َّددت هي على الفراش معطيته ظهرها مفرو ًدا‬
  ‫فوق الملاءة البيضاء النظيفة التي يحرص على‬

           ‫استبدالها دو ًما قبل ان تأتي إليه‪.‬‬
‫و‪ ..‬في الحقيقة الواقعية التي أصبحت بعيدة‬

  ‫الآن‪ ،‬بعد سنوات يستدعيها فتقبل عليه‬
  ‫بثياب عملها كما تع َّودت لتقول له ذات‬
‫م َّرة ‪-‬وهي ال ّضنينة بالقول‪ :-‬أح ُّب أ َّنك‬

     ‫أنت الذي تخلع عني ثيابي كلَّها‪..‬‬
              ‫قالتها مكسوفة خجلى‪.‬‬

    ‫***‬

    ‫ك ٌّل منهما عار‪ .‬هي لا تعارض‪ ،‬و‬
  ‫لم تعترض‪ ،‬بل كأنها تطلب المزيد؛ إذ‬
  ‫تفسح له ما بين فخذيها وهي لا تزال‬
‫مستلقية على بطنها‪ ،‬دافنة نصف وجهها‬
   ‫فيما تب َّقى من الوسادة‪ ،‬يسألها‪ :‬تقيل‬
  ‫عليكي؟ تجاوب متضاحكة‪ :‬حا تفطسني‪،‬‬
‫فيتظاهر بالقيام وتركها‪ ،‬فتقول له بهزر‪ :‬بحب‬
 ‫حضنك ده‪ ..‬يناوران في المساحة التي تخلقها له‪..‬‬
   ‫يلبد بين فخذيها فوق ظهرها‪ ،‬لكنَّه لا يحاول أن‬
 ‫يأخذ أكثر مما ا َّتفقا عليه‪ ..‬فقد اتفقت اتفا ًقا مبه ًما‬
 ‫معه أن يحافظ على عذريتها وسوف تسمح له بما‬

                   ‫يريد من جسدها ومن أجزائه‪.‬‬

            ‫هي وهو‪1 -‬‬

‫لقد تز َّوجت هي الآن ولعلها لا تزال متزوجة‪ .‬هو‬
‫لا يعرف وغير مهتم (بعد ان انتهت علاقتهما هذه‬

  ‫بدون سبب واضح وبدون غضب من أي منهما‪،‬‬
 ‫فقد وجدت عري ًسا وهو من ش َّجعها على الارتباط‬

                                          ‫به)‪.‬‬
   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98