Page 94 - merit 48
P. 94
العـدد 48 92
ديسمبر ٢٠٢2
المستطيلة المجاورة للسرير ،كيف كانت تراقب يتابعها عن بعد ،فهو يعرف منها ،في تصريحاتها
صورتها وهي تظن أنه لا يراقبها ..فاندهش ،ولم
القليلة له ،النادرة ،حينما تفتح قلبها له في الواقع
يعلِّق ..كيف خرجت من شرنقتها ومن جهلها
الجنسي ،من كسوفها لكي تتج َّول شبه عارية في الحالي ،عن غيرة زوجها عليها ،وكيف أ َّنه أحيا ًنا
ال َّشقة ،لا يسترها سوى قميص رجالي كبير تضعه يضربها ضر ًبا موج ًعا بسبب غيرته وعدم ثقته
مباشرة فوق جسدها الذي لا يزال يمور ويفور فيها ،لذا يتحاشى ،بقدر إمكانه ،أن يقترب منها لو
بالجنس المكتوم؟ كان في مكان تكون هي فيه ..ولا يراسلها إطلا ًقا،
عن الاستدعاء لا في الفيس بوك ولا في أي من هكذا وسائل
سنوات سجنه ال ِّسياسي علَّمته الاستدعاء ..سجنوه التَّواصل.
وهو في بداية عشريناته ،لم يعرف بعد كيف ينهل
من جسد أنثى. يلتقيان صدفة فيتعاملان بحذر ،ولا يقف يدردش
في سجنه الخشن ،تعلَّم كيف يستدعي إنا ًثا لم طوي ًل بجوارها ،لكنَّه يتابع نشاطاتها المختلفة ،وفي
يمارس معه َّن جن ًسا كام ًل ..لكنَّهن ك َّن يأتين إليه
فرحات مستبشرات «طائعات» له ،هو الخجول كثير من الأحيان بدون تعليق.
من بين عشرات النّساء اللاتي ارتبط به َّن بأنواع
الذي لم يعرف بعد كيف «يغازل» أنثى ،بل ولم يذق الارتباطات الجنسية المختلفة ،اصطفاها قلبه وعقله
بعد للحب طع ًما. الآن ،فهو الآن وحيد في ش َّقة فسيحة بدون رفقة
وسيرافقه هذا الاستدعاء في أوقاته العصيبة، وإن كان مع ال َّزوجة التي لا يزالان مع بعضهما ولا
وسيط ِّور هو هذا الاستدعاء ليصبح استدعاء يتبادلان إ َّل أق َّل الكلام ،فلم يعد بعد أكثر من ثلاثين
لل َّطعام حينما يضرب عن ال َّطعام في ال ّسجن..
يستدعي أطعمة يح ُّبها ،بسيطة لكنَّها متاحة للفقراء سنة من الزواج والعشرة المشتركة كلام كثير
أمثاله وأمثال عائلته ..هو مستلق يهذي من الجوع يقال ..أولادهما بعيدون لأنهم استقلُّوا بحياتهم
وحي ًدا مضر ًبا عن ال َّطعام في زنزانته فيأكل -ما
وتركوهما).
استدعى من طعام -حتى يمتلئ.
وفي شيخوخته بدأ يستدعيها هي من بين عشرات يخاطبها بعد أن يستدعيها فتأتي طائعة..
الإناث اللاتي عاشره َّن في بلدان مختلفة ..يستدعيها
رظقبهترهاها املنق اوليخِّلوفج،سوديعها ُّاضلهعاف ِّعي ًّتضاحتهخ،في ًفا ..
هي.
و ينام فوق
رجوع ال َّشيخ إلى مناماته5 - يقبِّلها في
تتأ َّوه هي ،أو يظ ُّن أ ّنه فعل ذلك في الماضي.
يتساءل منده ًشا بينه وبين نفسه؛ يستدعيها كما فهو الآن لا يستطيع التَّفريق بين ما حدث وبين ما
تعود منذ أن عرفها ،ومنذ أن تركته لتصاحب من
تزو َّجها ،وهو يظ ُّن أنه يعرف كيف خ َّططت لهذا، لم يحدث؛ هو يعلم بشكل غامض أ َّنه يعيد تخليقها
وكيف أشركته في بعض خططها ،وما لم تشركه
فيها في بعض آخر ،فقد استق َّر الحال بينهما في ذلك من جديد وتخليق جسده أي ًضا؛ فهو بذلك يشعر
بأنه ليس ال َّشائخ المتغ ِّضن الثمانيني الذي لا يكاد
ال َّسرير الواسع ال َّضيِّق؛ واسع لأ َّنه يشيل اتنين
بال َّراحة ،وضيِّق لأ َّن جز ًءا من المرتبة لم يكف وسع يتح َّرك إلا بتنهيدة وصعوبة ،لك َّن جسده ،حينما
السرير ،فاستكانت المرتبة بجزء منه ،أكبر قلي ًل من عرفها ،كان في أواخر ستيناته ،لكنه كان لا يزال
راغبًا في الجنس ،باحثًا عنه ..وحينما كانت تعاكسه
لتقول له لقد قمت بأداء معقول بالنِّسبة لعمرك
يا ج ُّدو ..كان ينظر إليها منده ًشا من هذه البنت
الخجول!
حينما كان أيامها يقودها من أسفل خاصرتها،
وهو يش ُّدها من شعرها ،وهما عاريان فوق سريره
راضخة هي غير مقاومة بل مقبلة بشكل ما..
اكتشف حينها أ َّنها تراقب ذاتها وما تفعل وهي
«منكبّة» على انتصابه .شاهد ذلك في مرآة الدولاب