Page 97 - merit 48
P. 97

‫‪95‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

‫سرير منامات الغفلات‪ -‬ال ّشيخ ‪3‬‬                              ‫حتى وهي متناومة‪ ،‬تتظاهر بنومها هذا حتى‬
                                                        ‫تعطيه حرية أكبر (تواطؤ صامت فيما بينهما) في‬
 ‫تناوشه المنامات قبيل الفجر بقليل؛ فهو يهجع إلى‬         ‫حركة يديه فوق جسدها العطشان لليدين تربتان‬
  ‫سريره حوالي منتصف الليل أو قبيله‪ ..‬يستدرج‬
                                                             ‫أحيا ًنا برفق‪ ،‬وتنهشان أحيا ًنا بقسوة وغلظة‬
     ‫النوم ويستدعيه‪ .‬يحايله بحبوب مس ِّكنة للألم‬       ‫ثدييها‪ ،‬فتكتم تأوهات ألمها وتأوهات شهوتها التي‬
 ‫ومن ِّومة‪ ،‬تخطفه من يقظته التائهة غير المح َّددة إلى‬  ‫تفاجئها أحيا ًنا بقوة‪ ،‬كما تفاجئه بها‪ ،‬فتكاد تصرخ‬
                                                        ‫كاتمة صوتها كأنها تشرق في بكاء مفاجئ أي ًضا‪،‬‬
   ‫غفلة غير كاملة‪ ،‬تحوطها منامات متناثرة‪ ،‬حتى‬
‫تهدأ روحه الجزعة‪ ،‬غير المطمئنَّة إلى ما تتخيَّله من‬       ‫وتحس ببكائها ينتهي سريعا‪ ،‬وتنفر متنبهة إلى‬
  ‫أشباح متح ِّركة في غرفته‪ ،‬وتلك التي تدق النافذة‬        ‫نفسها بأنها أباحت له الكثير مما لم تبح به حتى‬

   ‫الزجاجية المغلقة‪ ،‬فيفزع بعض الشيء‪ ،‬ويضيء‬                                                ‫لنفسها هي!‬
‫مصباح الأباجورة بجوار السرير ليرى فرو ًعا من‬           ‫يتذكر في سرير غفلته كيف فاجأها مرة حينما فك‬
                                                        ‫لها أزرار بلوزتها‪ ،‬ورفع ثديها من جيب ستيانها‪،‬‬
    ‫الشجرة تتطاول حتى نافذته في الطابق الثاني‪،‬‬
      ‫فيغمغم بكلمات بذيئة أحيا ًنا وبكلمات أخرى‬             ‫وكانا قد اتفقا على أن تذهب معه إلى شقة من‬
                                 ‫محتارة أحيا ًنا‪.‬‬      ‫شقق أصدقائه المسافرين حينما التقاها ذلك المساء‬
                                                        ‫بصدفة غريبة‪ .‬قال لها صاد ًقا إنه يريد أن يطمئن‬
  ‫هو ينام في سرير بمفرده‪ ،‬في غرفة بمفرده‪ ،‬منذ‬
               ‫أن استقرت حياته مع زوجته هذه‪.‬‬                ‫على الشقة‪ ..‬مشوار صغير وأنا معايا تاكسي‬
                                                        ‫بحاسبه أخر النهار بالمقاولة‪ .‬وافقت هي كالمنومة‪،‬‬
   ‫تأتيه محبوبته عبر المنامات كما تع َّود عليها من‬     ‫وهو بصراحة لم يكن يكذب أو يبغي بها ش ًّرا‪ ،‬لكن‬
 ‫سنوات‪ ،‬إذ تدنو من فراشه‪ ،‬وتلبد داخل أحضانه‬             ‫الشقة الخالية الآمنة المغلقة نوافذها أوحت له بان‬
                                                         ‫يفك أزرار بلوزتها وهي واقفة مقابله‪ ،‬وأن يلتهم‬
     ‫التي تقول عنها إ َّنها حلوة وآمنة‪ ،‬فيفسح لها‬
‫غطاءه لتدخل فيه عارية كما تع َّودت بعد أن أقنعها‪،‬‬          ‫شفتيها وهي لا تزال واقفة مقابله‪ ،‬وأن يخرج‬
                                                       ‫ثديها الأيمن من حمالته ليلتهمه وهي واقفة أمامه‪،‬‬
 ‫وهو يعرف هواجسها الصحية المتعلقة بالنظافة‪..‬‬
 ‫شوفي البنطلون ده إنتي ركبتي بيه كام مواصلة؟‬               ‫ثم يخرج ثديها الأيسر ليلتهمه وهي تنظر إليه‬
  ‫ثلاثة؟ وقعدتي في شغلك على كرسي كمان يجي‬                ‫ولا تزال واقفة أمامه‪ ،‬يمتص حلمتها في كل ثدي‬
  ‫خمسة قعدوا عليه قبلك وبعدك‪ ..‬شوفي مين قعد‬              ‫وهي واقفة قبالته‪ ،‬لم تمانع أو تتح َّجج وتستمع‬

   ‫قبلك على كراسي المواصلات مترو وميكروباس‬                   ‫إلى نجواه في ثدييها‪ :‬يا بنت الإيه على بزازك‬
‫وتكاسي‪ .‬الملاية اللي نايمين عليها مغسولة ومكوية‬          ‫تو ِّديني الجنَّة بتاعة البزاز‪ ،‬فتكاد تبتسم‪ ،‬وكانت‬
 ‫زي ما انتي عارفة‪ ،‬نايمين عليها عريانيين‪ ،‬فتقول‬           ‫هذه المرة‪ ..‬مرتهما الأولى‪ ..‬وقبلتهما الأولى‪ .‬هي‬
‫كفاية بأه تأطيم خلاص رايحه أقلع أهو وحاغسل‬              ‫تعودت الآن ‪-‬بعد تلك المرة والمرات‪ -‬على مفرداته‬
                                                       ‫الغريبة مثل جنة البزاز وفردوس الأفخاذ‪ ،‬وعجيج‬
    ‫إيد َّي ورجليَّ كمان‪ ،‬فير ُّد‪ :‬أصلي بحب أبوسهم‬
    ‫وبحب ريحة جسمك‪ ..‬اغسليهم بدون صابون‬                     ‫صمت الفرج‪ ،‬فيحضنها يومها ‪-‬منذ سنوات‬
    ‫بريحة‪ ،‬أو استخدمي الصابون النابلسي بدون‬               ‫مضت‪ -‬وهو لا يزال مرتد ًيا ثيابه كاملة‪ ،‬وهما‬
   ‫ريحة‪ .‬قال لها الآن في سريره‪ ،‬بعد سنوات من‬            ‫واقفان في صالة نصف مظلمة‪ ،‬ويقبلها فتسلم له‬
     ‫عدم تواصل حيث تركته لتتزوج؛ أصلي كنت‬              ‫شفتيها طائعة؛ فقد قالت له صادقة من قبل إنها لم‬
     ‫غبي لما أجلت موضوع الزواج العرفي معاكي‪،‬‬            ‫تستسغ قبلة الشفتين وتداخل ريقها مع ريق من‬
   ‫وأنا سيد العارفين بأن الدنيا حظوظ ولحظات‪..‬‬            ‫يقبلها قبل قبلاته لها‪ ..‬لكنه ها هو يمتص ريقها‬
   ‫راح الحظ وراحت اللحظة ولا يمكن تعويضها‪..‬‬                ‫ولسانها‪ ،‬وهي تحس بان قدميها قد يخونانها‬
  ‫عارفه يا بنوتة أنا غبي ليه؟ ويكاد يلمح دمعة في‬        ‫الآن في أية لحظة‪ ،‬فتتشبث بقميصه وتشم رائحة‬
  ‫عينيها تخفيها داخلة برأسها في صدره‪ ،‬يسمعها‬
   ‫تقول في تجويف صدره‪ :‬وخواف جامد‪ ،‬خايف‬                                          ‫جسده وعرقه النظيف‪.‬‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102