Page 102 - merit 48
P. 102

‫العـدد ‪48‬‬   ‫‪100‬‬

                                                          ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫بوعي مح ِّسناته الخا َّصة‪ ..‬طيِّب أروح أشوف دكتور‬           ‫أستطيع أن أقول إن العلاقة معها تعطيني قد ًرا لا‬
     ‫كو ِّيس بتاع مسالك بوليَّة وخلافه يفك الرباط‪.‬‬         ‫بأس به من البهجة الحسية والنفسية والعقلية‪ ،‬مع‬
                                                          ‫أنني بدأت أشعر بأنني لا أستطيع المواصلة جنسيًّا‪،‬‬
   ‫تسأله صحيح ده ممكن؟ فيجيبها صاد ًقا وهو لا‬
   ‫يزال يسترجع الحوار في غفلته‪ ..‬أعتقد أ َّنه ممكن‪،‬‬            ‫كما لا أستطيع تناول الحبوب المنشطة للجنس‬
‫أصلي قريت في حتَّه على النيت إنه ممكن‪ ..‬تسرح هي‬             ‫والانتصاب‪ ..‬وكم أنكسف لو أني م ُّت عريانا فوق‬
  ‫في الماضي كما تسرح الآن لابده فوق صدره تقبل‬              ‫جسدها العاري‪ ،‬كما كتب م َّرة كونديرا في رواية له‬

                                 ‫حلمته اليسرى‪.‬‬                                              ‫نسيت اسمها‪.‬‬
                                                            ‫ثم فاجأته مرة بال َّزواج‪ .‬بطلبها ال َّزواج منه‪ .‬كانت‬
             ‫المنام الأخير‬                                  ‫تع ُّده بالتَّدريج لهذا الموقف وهو غير دار بها أو به‬
                                                           ‫وبكليهما‪ ..‬يا بخت مراتك بيك‪ ،‬فيقول‪ :‬كانت مراتي‬
                              ‫يسألها الآن‪ :‬نمتي؟‬
 ‫فته ُّز رأسها وهي في حضنه‪ .‬هو يفهم منها أ َّنها تعني‬         ‫ونحن منفصلان الآن‪ ..‬تر ُّد وماله‪ ..‬أخدت أحلى‬
                                                            ‫سنوات عمرك‪ ..‬أنا أحسدها‪ ..‬يتأ َّمل قولها صامتًا‪.‬‬
                                 ‫أنا ل َّسه صاحية‪.‬‬
‫هو لا يستدعيها إلا ليلا حينما تهجع الدنيا الخاصة به‪،‬‬            ‫تحسدينها على إيه دا أنا طلَّعت دين أ ِّمها وهي‬
 ‫المحيطة له وتنام وتنعس وعينها تغفل‪ ..‬ساعتها يكون‬         ‫طلَّعت إيمان أ ِّمي كمان‪ ،‬لكن تواصلنا بخيط وشعرة‬

  ‫لوحده تما ًما‪ ،‬حتى من الصخب البسيط الخفيف من‬              ‫معاوية ال َّرفيعة التي تواجه الزمن باعتبارها أقوى‬
                     ‫الشارع ومن الجيران القليلين‪.‬‬         ‫من الحديد الصلب‪ ،‬حتى أنها قالت له وهي لابدة في‬
                                                          ‫حضنه‪ :‬ما تيجي نتزوج؟ بداية لم يسمع جيدا أو لم‬
      ‫كيف –يتساءل‪ -‬أصبحت هي وسيلته وسلواه‪..‬‬               ‫يفهم‪ ،‬فنظر إليها متسائ ًل كأ َّنه يقول لها بتقولي إيه؟‬
    ‫وسيلته في متعة جنسيَّة كالمراهقين بعد أن تجاوز‬        ‫فك َّررت دون أن تلتفت إليه أو تغيِّر مكان رأسها من‬
    ‫سنهم بعشرات من السنين ذاق فيها من «الروض‬
  ‫العاطر» ما أتخمه‪ ،‬أو ما ظ َّن هو ذلك؟! يراقب جسده‬                               ‫صدره‪ ..‬ما تيجي نتزوج‪.‬‬
 ‫بمتعة خا َّصة وهو يستيقظ من غفلة طويلة‪ ..‬يستيقظ‬          ‫عادة كان يتَّخذ ال َّزوجة در ًعا له م َّما يعتبره تط ُّفلات‬
  ‫كما حيوان نام نومة أهل الكهف؛ غير دار بما حدث‪.‬‬            ‫الأخريات على حياته‪ ،‬ويقول إزاي؟ بس أنا متزوج‬
     ‫هو كشيخ يعرف أ َّنه في كهفه‪ ..‬ينتظر ال ُّرخ الذي‬
                                                                                             ‫وعايش ب َّره؟‬
                 ‫سينهش كبده م َّرة واحدة وأخيرة!‬                ‫‪ ..‬ويريد أن يكون منص ًفا لها؛ فهي لم تحضر‬
 ‫يتس َّل مع البنت التي أعطته كثي ًرا ولم تعطه شيئًا ذي‬    ‫أدوات زينتها‪ ،‬ولم تحضر ثيابها إلى شقته المفروشة‬

            ‫بال أي ًضا بل أخذت الكثير‪ ..‬يقول لنفسه‪:‬‬                                            ‫المستأجرة‪:‬‬
     ‫أنا مثل آدم؛ طردني الرب من الجنة رغم أنني لم‬         ‫هي تأتي خفيفة وتذهب خفيفة‪ ،‬أبيَّة بكبرياء أصيل‪،‬‬
    ‫أعص له أم ًرا‪ ،‬ومع ذلك خرجت ومعي حواء سبب‬
 ‫المصيبة كلها (زي ما بيقولوا)‪ ..‬كان يجب أن أستأنف‬           ‫فهي تأبى حتَّى أن يدفع نيابة عنها ما شربت وما‬
‫الحكم‪ ..‬كان يجب أن يتم طردها هي ويخلق آدم جدي ًدا‬                        ‫أكلت وهي معه في المطعم أو المقهى‪.‬‬
 ‫يعاشرها وينجب منها وتنجب له ويتركوني في حالي‪.‬‬
                                                                 ‫يعرف بأ َّنه يح ُّب حبًّا جمي ًل وشب ًقا وعاطفيًّا‬
       ‫لكن مين اللي قال إنه في ال ُّدنيا عدل أو حتَّى في‬  ‫وساذ ًجا لأول مرة في حياته‪ ..‬لا يريد التَّصريح بهذا‬
                                       ‫الآخرة؟!‬
                                        ‫‪-----‬‬                      ‫حتَّى لنفسه النَّاكرة للحب ووجوده أص ًل‪.‬‬
                                                               ‫يقول لها‪ :‬ما ينفعش يا حبيبتي عشان مش حا‬
   ‫ُكتبت هذه المتتالية على م ِّر سنوات‪ ..‬وكل م ِّرة أرجع‬  ‫تعرفي تخلِّفي منِّي‪ .‬تنظر إليه متسائلة فيشرح أصلي‬
   ‫إليها‪ ،‬أضيف وأحذف أشياء مثل نول بينيلوبي‪ ..‬لا‬           ‫ربطت؛ أنا رابط الخصيتين أو الزفت المنوية عشان‬
                                                             ‫الست مراتي كانت بتنزف من حبوب منع الحمل‬
                                ‫أريد لها الانتهاء‪.‬‬        ‫وأنا بغبائي وافقتها إني أربط‪ ،‬بعد ما خلفنا الولدين‪.‬‬
         ‫بداية الكتابة انتهيت منها في‪.2021 /1 /19‬‬
                                                                                         ‫فتقول‪ :‬مش مهم‪.‬‬
                    ‫المرة الأخيرة في أكتوبر ‪.2022‬‬            ‫وفي غفلته يسترجع هذا الحوار‪ ،‬لكنَّه يضيف إليه‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107