Page 107 - merit 48
P. 107

‫‪105‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

     ‫قصــة‬

                          ‫‪ -‬لكنك جئت لأمر آخر‪.‬‬
                                      ‫‪ -‬أي أمر؟‬

    ‫‪ -‬ما يدريني؟ لو كنت تنوي إعادته لفصلته عن‬
                                      ‫مفاتيحك‪.‬‬

                                  ‫‪ -‬حالا أفصله‪.‬‬
  ‫نظرت في عينيه‪ .‬كلما حاول تفادي النظرة الواثقة‬

                      ‫لاحقته‪ ،‬وقبضت على كتفيه‪.‬‬
  ‫‪ -‬أجبني بصراحة ما دمت تنوي الفراق‪ .‬هل كنت‬

                                        ‫تحبني؟‬
                                  ‫‪ -‬عندك شك؟‬
   ‫‪ -‬لا تر ُّد على سؤالي بسؤال‪ .‬أطلب إجابة محددة‪.‬‬

                                       ‫أحببتني؟‬
                                         ‫‪ -‬نعم‪.‬‬

                                    ‫‪ -‬نعم شو؟‬
                         ‫‪ -‬سألتِني وأجب ُت‪ :‬نعم‪.‬‬
       ‫‪ -‬حتى لحظة الفراق لا تستطيع نطق الكلمة‪.‬‬

                                    ‫‪ -‬أي كلمة؟‬
                                 ‫‪ -‬أنك أحببتني‪.‬‬

                                    ‫‪ -‬قلت‪ :‬نعم‪.‬‬
                              ‫‪ -‬قل‪ :‬نعم أحببتك‪.‬‬

                                  ‫‪ -‬نعم أحببتك‪.‬‬
   ‫‪ -‬ما أملك إلا تصديقك‪ .‬كيف أنظر إلى وجهي لو‬

                                        ‫ك َّذبتك؟‬
                          ‫تناول المفاتيح‪ ،‬وهمس‪:‬‬
               ‫‪ -‬الآن أفصل مفتاحك وأعيده إليك‪.‬‬
             ‫‪ -‬بشرط أن تقترن إعادته بلقاء وداع‪.‬‬

                                     ‫‪ -‬أي لقاء؟‬
    ‫‪ -‬كان لنا لقاء أول شكرتك عليه‪ ،‬فليكن لنا لقاء‬

                                          ‫وداع‪.‬‬
      ‫انتهى اللقاء الأخير بانتحار طرفيه‪ .‬واستلقت‬
‫بالطريقة الأولى‪ ،‬منهوكة ومصلوبة‪ ،‬تقلب عينيها في‬
‫السقف‪ ،‬ورشيد منزوع القوى‪ .‬قالت له وهي تنهض‬

                                     ‫وتحتضنه‪:‬‬
            ‫‪ -‬شو رأيك‪ ،‬حياتي‪ ،‬في تواطؤ أبيض؟‬

                                   ‫‪ -‬أي تواطؤ؟‬
                  ‫‪ -‬نقول قبل كل لقاء إنه الأخير!‬

                                       ‫‪-----‬‬
‫مشهد من رواية «‪ »2067‬تصدر قري ًبا عن المؤسسة‬

             ‫العربية للدراسات والنشر في بيروت‪.‬‬
   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112