Page 109 - merit 48
P. 109
107 إبداع ومبدعون
قصــة
الحشرة. .. -
قال لولديه -رغم ذلك:- -لا بد من بناء دورين آخرين ،لكل منكما دور،
ما هذه الحديقة ،إلا لحجز الأرض لكما ،كي تقيما
بيتيكما فيها ،مثلما رأيتموني أفعل. يتزوج فيه ويكون لنفسه أسرة.
وت َطم َئ َن قل ُبه ،عندما أومأ كلاهما برأسه مؤ ِّمنًا، يشير الولدان معا كالمتف َقين ،إلى المساحة الكبيرة
ونظرات التصميم بادية في عينيه.
بمرور الوقت ،باتت قرارات الإزالة القديمة غير الخالية بجوار البيت ،قائ َلين:
ذات قيمة ،عشرات الحوادث والأحداث دأبت على سيبني كل منا بيتًا هنا ،مثلما سبق وبنيت.
الوقوع ،قرب تلك البيوت المتناثرة ،تتضاعف في كان الرجل قد أقام بالفعل دو ًرا علو ًّيا ،لا ينقصه
سوى السقف ،ثم دق عدة قوائم حديدية ،بأركان
مواسم الشتاء. القطعة الخالية بجوار البيت ،وأوصل القوائم بسلك
تتجدد بعدها هواجس الرجل وكوابيسه ،ولشد ما شائك (داير ما يدور) ،تخلق على الفور مستطيل
كانت حيرته قاتلة ،بانتقالها إلى ولديه وامرأته ،إلا ُم َس َّور ،استدعى َمن ساعد ولديه في حرث وري
أن هواجسهم كانت مليئة بعناكب عملاقة ،بعضها أرضه ،ثم بذر بذور القمح والأذرة ،محي ًطا إياه
يكتفي بامتصاص الدماء ،والبعض الآخر لا يرضى
باللوف واللبلاب.
إلا بابتلاع الضحية. علق خيو ًطا من دوبار لصق الواجهة ،استطال
ذات ليلة ماطرة مظلمة ،مليئة بالكوابيس ،استيقظ
اللوف واللبلاب ،الت َّف ْت أعواده الرفيعة حول
الخلق على صوت ارتطام رهيب ،كانت إحدى الخيوط ،مضت زاحفة ،اكتست الواجهة بالأعواد،
الحافلات المحملة بالحديد ،قد انحرفت بقوة هائلة، المليئة بالأوراق العريضة الخضراء ،التي تخللتها
لتكنس مستطيل الحديقة ،وتقتحم واجهه البيت ،في
بيوت عديدة للعنكبوت ،تكائرت العناكب بشكل
طريقها إلى حجرة النوم. رهيب ،باتت شري ًكا أصي ًل للسكان؛ بين الملابس
وقرب الماء ،وعند الطعام ،وتعلقت بخيوطها بأسقف
الحجرات والأركان.
لم تنجح المقاومة المضنية ،في التخلص التام من