Page 114 - merit 48
P. 114

‫العـدد ‪48‬‬   ‫‪112‬‬

                                                    ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

                                       ‫للقارات؟‬        ‫صفحة المجتمع التي تحررها صديقتنا المشتركة‪.‬‬
 ‫عيناها تشيان بشقاوة أعرفها‪ .‬تكتسبها المرأة حين‬                                     ‫ابتسمت في ثقة‪:‬‬

                   ‫تكون عاشقة ومعشوقة‪ .‬قالت‪:‬‬        ‫“إنت عارفة سوزي غاوية تفاجئني ببلايند داتس(‪)1‬‬
 ‫“تعبت من انتظار فارس الأحلام‪ .‬تعبت من أسئلة‬           ‫من غير ما تقولي‪ .‬منى استغلت الموضوع عشان‬
                                                                              ‫تاخد لقطة لموضوعها»‪.‬‬
                                       ‫الناس”‪.‬‬                         ‫“والمحظوظ؟ ملك جمال فع ًل؟»‬
      ‫منذ متى أصابك هذا التعب يا صديقتي؟ بعد‬                              ‫ضحكت‪ .‬هذه المرة بصفاء‪:‬‬
‫مغامرتك القصيرة مع آخر عشيق لك الممثل والمغني‬
    ‫المشهور؟ أم ربما قبلها مع ذلك الأمريكي الذي‬      ‫“هو شاب لطيف‪ .‬كان موديل من عشر سنين بس‬
   ‫صبغت له شعرك وكنت تعيشين معه في جلباب‬                              ‫حكاية ملك الجمال دي إشاعة”‪.‬‬
    ‫عشيقته الشرقية؟ أم خطيبك الذي أغرقك ذهبًا‬                                  ‫“شكله بيعرف أوي»‪.‬‬
 ‫ومجوهرات ثم َو َدعتِه حين أثبتت التحاليل إصابته‬
   ‫بمرض صعب العلاج؟ اكتفي ِت من الغنيمة بعلبة‬       ‫شاكستها‪ .‬سألتها عن قدراته في الفراش‪ .‬ادعت أنها‬
‫المجوهرات الثمينة التي بقيت لك من ذكرى الخطبة‬        ‫تجهلها‪ .‬وجهها وجه امرأة تمارس الجنس‪ .‬الشبع‬
   ‫التي دامت ثلاثة أشهر‪ .‬ومن أنصتت إلى حديثك‬          ‫يتقافز على ملامحها‪ .‬كان عليها أن تكتفي بالعاهر‬
‫الطويل على الهاتف عن ظلم الناس لك واتهامهم لك‬          ‫الذي اختارته لها صديقتها التي لم تنل ح ًّظا من‬
  ‫بالندالة والخسة‪ ،‬وكيف أن الكل يتحدث بأريحية‬            ‫الرقي‪ .‬كان عليها أن تتروى قبل أن تسرق من‬
                                                     ‫بيتي‪ .‬تسرق حلالي كي تحيله حرا ًما ووقو ًدا للنار‬
                         ‫حين تكون يده في الماء؟‬                                  ‫التي سأحرقها بها‪.‬‬
 ‫ضحك ُت بخفة‪ .‬وتطلعت في وجهها‪ .‬كريم الأساس‬               ‫تحدثت عن حتمية وجود رجل في حياة المرأة‪:‬‬
                                                     ‫“شر لا بد منه‪ .‬والله يا فريدة من يوم ما ِخلِصت‬
    ‫موضوع بغير إتقان على جانب ال ُغرة وأستطيع‬
    ‫بوضوح تمييز شعرات بيض في مفرق شعرها‪.‬‬            ‫من علي وأنا بقول لنفسي اوعي تقعي تاني‪ .‬الرجالة‬
   ‫وشفاهها العليا أغلظ مما أتذكر وتكاد تصنع ما‬         ‫مبتاخديش من وراهم إلا الكلام المعسول ووجع‬
‫يشبه خرطوم فيل‪ .‬كيف تحمل زوجي تقبيل شفاه‬                                                    ‫القلب»‪.‬‬
                                                      ‫صببت لها كأ ًسا من النبيذ الأحمر القاني‪ .‬اخترت‬
           ‫غليظة مثل شفاه تلك العاهرة؟ قلت لها‪:‬‬
  ‫“فارس أحلام مين يا ريما؟ هو فيه حاجة اسمها‬         ‫نو ًعا خاليًا من الحلاوة والمرارة‪ .‬اخترت نو ًعا قو ًّيا‬
 ‫كدة أص ًل؟ لو منك أخليني في ملك الجمال ده‪ .‬حد‬             ‫كما علمني زوجي‪ .‬أي نوع يتناولان سو ًّيا؟‬
 ‫طايل؟ تعالي شوفي شريف بقى عامل إزاي‪ .‬كرشه‬
 ‫بقى قد كدة وطب ًعا أنت عارفة قد إيه الكرش بيسد‬         ‫اللحم والنبيذ استوليا على عقل «ريما»‪ .‬دسست‬
                                                     ‫لها قطعة من اللحم الدسم في طبقها مؤكدة لها أنه‬
                                       ‫النفس”‪.‬‬
   ‫ضحك ُت بصوت مرتفع وأشرت للنادل أن يرفع‬              ‫لن يصيب رشاقتها المنفق عليها الآلاف في مقتل‪.‬‬
  ‫الأطباق المتسخة‪ .‬لا شيء يفسد الشهية أكثر من‬       ‫لماذا تطمئنين لي ما زل ِت وأن ِت ضاجع ِت زوجي هذا‬
                                                     ‫الصباح في مزرعته النائية بدعوة خاصة وترك هو‬
                         ‫بقايا الطعام على المائدة‪.‬‬
    ‫“ريما” أراحت ظهرها على الكرسي‪ .‬لاحظت أن‬            ‫المربع خاليًا في جدوله اليومي لدى مدير مكتبه؟‬
‫صدرها غير مرتفع كما يجب‪ .‬أنسيت ارتداء حمالة‬            ‫لماذا تطمئنين إلى امرأة كنت تتفاخرين بطول أمد‬
‫صدر؟ يبدو أنها ُجنَّت‪ .‬أم أنها اطمأنت لوجود َذ َكر‬  ‫صداقتها وبأنها من وقفت بجانبك في فترة طلاقك‪،‬‬
    ‫تمتلكه؟ لم تكت ِف بالرجال الذين عبروا فراشها‪،‬‬      ‫وأنها كانت سن ًدا حقيقيًّا في وق ٍت َع َز َف الكل عن‬
‫تريد الآن ذك ًرا مقي ًما‪ .‬ولم تجد أفضل من بيتي كي‬    ‫الاقتراب منك خشية إغضاب عائلة الزوج النافذة؟‬
                                                       ‫لماذا تبتسمين الآن في طيبة بينما ما زال جسدك‬
                                   ‫تستلخه منه؟‬      ‫يحمل أثر العشق مع زوجها‪ ،‬فأنت غادرت مزرعته‬
‫ربما كانت قطع الفاكهة التي تلمع بطبقة رقيقة من‬      ‫بعد الخامسة بقليل بينما هرع هو للاستعداد لعشاء‬
                                                        ‫عمل سيعقد فيه علاقة شراكة مع شركة عابرة‬
    ‫الشكولاته من أجمل ما أكلت من شهور عديدة‪.‬‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119