Page 119 - merit 48
P. 119

‫‪117‬‬       ‫إبداع ومبدعون‬

          ‫قصــة‬

‫وج ِه شخ ٍص ُمصا ٍب بطف ِح ال ُج َدر ِّي المُتقيِّ ِح‪ ،‬زجا ٌج‬                                                                                                ‫بمسا ٍر أع َو َج رك َن السيّار َة‪ ،‬وتظلَّ َل بقمصلتِ ِه‬
                          ‫ه ّشم ْت ُه حصى المط ِر‪.‬‬                                                                                                                                                                      ‫راك ًضا‪.‬‬
‫‪ -‬تبدو بحال ٍة ُمزري ٍة يا رجل‪ .‬ها‪ ،‬خيان ٌة؟ إفلا ٌس؟‬                                                                                                 ‫هكذا أماك َن؛ آ ِخ ُر م َّر ٍة‬  ‫ارتيا ِد ِه‬            ‫مكا َّرن وتقق ٌبت َلطانويخ ٌلراعِطل ِهى‬
                                                     ‫سرطا ٌن؟ ها؟‬                                                                                   ‫كر ِة القد ِم‪ ،‬وبع َدها قط َع‬     ‫في عال ِم‬
          ‫قا َل السائ ُق بنبر ٍة لا تخلو من ُخب ٍث‪.‬‬                                                                                                 ‫عه ًدا على نف ِس ِه بتج ُّن ِب التج ُّمعا ِت وال ِّصحاف ِة التي‬
                                                                                                                                                       ‫وإ ْن خسار ًة‪.‬‬        ‫ما َلبِث ْت تغ ِم ُز وتل ِم ُز إ ْن ِرب ًحا‬
                               ‫‪ -‬لا شي َء‪ ،‬أري ُد أن أنا َم فقط‪.‬‬                                                                                    ‫في الساح ِة أغل ُبها‬     ‫جل َس ُقر َب النافذ ِة‪ ،‬العجلا ُت‬
                                                                                           ‫أجا َب‪.‬‬
‫تمنَّى أ َّل تتوق َف هذ ِه الشاحن ُة إلى الأب ِد‪ .‬ه َي حال ٌة‬                                                                                       ‫ال ُّرك ِن‪ ،‬بيا ُض‬    ‫عاز ًفا ِزنجيًّا في‬                ‫شاحنا ٌت‪ ،‬لاح َظ‬
‫جديد ٌة ظهر ْت معه ُمؤ َّخ ًرا؛ فعندما تتوق ُف السيار ُة‬                                                                                            ‫نادل ٌة سمين ٌة‪،‬‬      ‫ُث َّم ظهر ْت أما َم ُه‬            ‫عيني ِه كالحلي ِب‪،‬‬
                                                                                                                                                    ‫س َّجل ْت على دفت ٍر صغي ٍر طل َب ُه من ال ُجب ِن المنقو ِع‬
‫وه َو على ال َم ْق َع ِد أنها‬  ‫عن َد الإشار ِة الضوئي ِة‪ ،‬يش ُع ُر‬                                                                                  ‫عيني ِه فظي ًعا‪،‬‬  ‫األأنل ُمي فظ َيف َر ِمبْححَجبَّ ِةِر‬  ‫و ُزجاجتي بير ٍة‪ .‬كا َن‬
‫تبدي ِل ناق ِل السرع ِة‬        ‫لا تزا ُل ُمتح ِّرك ًة‪ ،‬فيسار ُع إلى‬                                                                                 ‫أسبرين‪ ،‬لك ْن‬                                            ‫تح َّس َس جيو َب ُه عسى‬
‫عن َد الـ ‪ ،R‬ويضغ ُط بقو ٍة كبير ٍة على الفرام ِل‪ ،‬ولا‬
‫يتن َّف ُس ال ُّص َعدا َء إلا بالإشار ِة الخضرا ِء‪ .‬تمنَّى أ َّل‬                                                                                    ‫بلا طائ ٍل‪ .‬راود ْت ُه فكر ُة أن يناد َي عاليًا فيما إذا‬
                                                                                                                                                    ‫أذلح ٌَدك‪.‬مهنذاالالجتارلا ُسجي ُعَنويلَّ َدح ِمف ُلي ِه ُمكبستًِّكانًا‪،‬خ ُثط َّمي ًرتا؛را َهجَو َعلاعينق ِد ُر‬
‫االلقشاصيحرن ُُةة‪،‬إلوىأ انلأيبأ ِد‪.‬خ َذت ُهمنالى أساَّلئ ُقتنإتلهى َيآ ِخه ِرذه ِو ْجه ٍة‬  ‫تتوق َف‬                                                   ‫(لا) للأشيا ِء التي لا‬     ‫لاوميقن ِدأ ُرَّي ِةأنُم يشقاوَّد ٍُةل‬  ‫أن ير ُف َض‪،‬‬
                                                                                           ‫الرحل ُة‬                                                 ‫كلامي ٍة‪ ،‬ينفع ُل انفعا ًل‬                                          ‫ُتناس ُب ُه؛ لذا‬

                                                      ‫في الوط ِن‪..‬‬
‫المومنهطوُربايلِعفِهل‪ِّ،‬كى ُاررحفتاي ّدلِ ِهْ؛تشأتعيرل َميع ِةِهُناأللكنااث َُديرزِلو‪َ.‬أجإ ُكرذثا َرو‪.‬لاحا ُيون َ َله ُأر‪.‬ناليططرُريَد ُقهاكلُّ ُه‬
   ‫أوص َل ُه إلى المُفت َر ِق‪ ،‬لكنّ ُه استغلَّ ُه استغلا ًل َب ِش ًعا‪.‬‬                                                                              ‫أولئ َك‬  ‫دخو ِل‬  ‫لحظ ِة‬  ‫حتى‬      ‫الحان ِة‪،‬‬              ‫في‬     ‫غي َر ُمب َّر ٍر‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                 ‫ك ُّل شي ٍء رائ ٌق‬
 ‫‪ِ -‬عشري َن دولا ًرا‪ ،‬وإ ّل فإ َّن إطلا َق رصاص ٍة أسه ُل‬                                                                                           ‫االلموشبَّاش ِونما ِلة‪.‬أرببلاع ِةا بستسئوذااعٍن ِد‪،‬همس الحم َفبت أولحِة ُ‪،‬دهومأذكُرر ِعهسميًّا من‬
                            ‫عندي من ِشرب ِة ما ٍء‪.‬‬                                                                                                   ‫المدر ِب‪ ،‬وانض َّم إلى ُرفقا ِئ ِه‪ .‬الثاني أوحى إلى‬                ‫طاول ِة‬
‫أزا َح ِمزلا َج البا ِب‪ُ .‬بعي َد خطوا ٍت متثاقل ٍة استدا َر‪،‬‬                                                                                        ‫إيحا ًء جنسيًّا‪ .‬الآ َخرا ِن ش َرعا يتبادلا ِن ال ُّن َك َت‬         ‫النادل ِة‬
                                                                                                                                                                                              ‫الهابط َة بصو ٍت مزع ٍج‪.‬‬
‫َن ِس َي أن يخ َل َع ِبسطا َل ُه‪ُ .‬صدا ٌع‬  ‫الوح ِل؛‬   ‫وشاه َد آثا َر‬                                                                                ‫اأاُلللجعيارل َزتيِّ ُه ُوفاوانلغازدصن َرر‪.‬جف ُّاْيلت‪.‬نااحدلمل َُةلساالعس ُةلَّسمتك ْقتتسرِفمنُوبنشمف َتعنلهااىلثلالظنُمهين ِرِاة‪ِ،‬هِو‪ِ ،‬ابستل َم‬
   ‫رمى قمصل َت ُه في الصالو ِن‪،‬‬            ‫رأ ِس ِه‪.‬‬  ‫ناب ٌض أسف َل‬                                                                                   ‫َيدلِ ُف إلى ال َمشر ِب المزي ُد من السائقي ِن والعاهرا ِت‪،‬‬
               ‫س َّر ُه وجو ُد ما ٍء داف ٍئ لل ُّشر ِب‪.‬‬
‫َص ِع َد إلى غرف ِة النو ِم‪ .‬في السري ِر كانت زوج ُت ُه‪،‬‬                                                                                            ‫قف ٌص مختن ٌق بال ِغربا ِن‪ .‬يري ُد‬        ‫والصدا ُع يشت ُّد‪ ،‬رأ ُس ُه‬
                                                                                                                                                      ‫بأ َّي ِة طريق ٍة‪ .‬تر َّن ُح وس َق َط‪.‬‬  ‫أن يقت َل هؤلا ِء الأربع َة‬
             ‫وبعيني ِن ِش ْب ِه ُمغم َضتي ِن تمتم ْت‪:‬‬
           ‫‪ -‬ترك ُت ل َك نص َف بيتزا في الب َّرا ِد‪.‬‬
‫كانت الغرف ُة دافئ ًة‪ ،‬والغطا ُء يس ُت ُر نص َفها الأسف َل‬
                                                              ‫غي ُر‪.‬‬                       ‫لا‬                                                                                ‫‪ -‬هل أج ُد عندكم زيتًا َمغليًّا؟‬
                                                             ‫جل َس‬                         ‫لمّا‬                                                                                                                  ‫سأ َل الناد َل‪.‬‬
‫البيتزا‪،‬‬  ‫تس َخ َن‬  ‫أن‬         ‫منتظ ًرا‬  ‫الطبَّا ِخ‬  ‫أما َم‬                                                                                         ‫‪ -‬ماذا قل َت يا اب َن العاهر ِة؟ زيتًا؟ هل قل َت زيتًا؟‬
‫كا َن بي َن فكرتي ِن لا ثال َث لهما‪ :‬إ َّما أن يغ ِر َس شوك َة‬
 ‫الطعا ِم في ي ِد ِه‪ُ ،‬ث َّم ُيق ِّد َمها إلى مرك ِز الشرط ِة دلي ًل‬                                                                                ‫ُنقط ٍة‬  ‫أقر ِب‬  ‫إلى‬  ‫مو َعغاد ْسرائإلِقى الشاجححنيٍة ِمأ‪ .‬انلليعون ُة‪.‬ص َل ُه‬  ‫ادف ْع‬
   ‫ِض َّدهم‪ ،‬أو أن يأك َل وينا َم‪ ،‬ثم يح ِج َز غ ًدا تذ ِكر ًة‬                                                                                                                                                                      ‫اتف َق‬
‫إلى الهن ِد لإجرا ِء عملي ِة تطوي ِل القام ِة؛ تل َك التي قر َأ‬                                                                                     ‫من بيتِ ِه‪ .‬سيعو ُد لاح ًقا ليأ ُخ َذ سيار َت ُه من هذا المكا ِن‬
                                                                                                                                                    ‫اللعي ِن‪ .‬د َّو َن اس َم الحان ِة على ُقصاص ٍة صغير ٍة‬
‫إعلا َنها في إحدى الجرائ ِد؛ حي ُث ُتثبَّ ُت ِق َط ٌع بلاتينيَّ ٌة‬                                                                                  ‫كي لا ينساها‪ .‬عنَّ ْت له هذ ِه الفكر ُة الغريب ُة بع َد‬
‫في كلتا الساقي ِن‪ ،‬وبأطوالٍ مختلفةٍ‪َ ،‬ح َسبَ الرغب ِة‪.‬‬                                                                                              ‫أن شاه َد زجا َج سيار ِت ِه الأمام َّي وقد تح َّو َل إلى‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124