Page 118 - merit 48
P. 118
العـدد 48 116
ديسمبر ٢٠٢2
عبد الله سرمد الجميل
(العراق)
بي َن ال َّشو َطي ِن
إب َطي ِه انبعثت تل َك الرائح ُة أي ًضا ،يع ِر ُفها جيِّ ًدا، ا ُملباا َلسغت ٍةر؛ارح ِةكَ ،لك ُاع َلَن َبالامُلدميِّرا ِهُبعُيلقى ِّرا ُلعألراعبضيي ِهِة، في غرف ِة
اللاي،ابلي ُسس،توا َلع َِغر ًقاش،اوهُة َيالترايئ تحتُةلبَّا ُلدخعولى ِف،وجه ِهَيِه،الف ََتح ْلف ُق ِصلُ ُه بعصبيَّ ٍة
وش َت َم اللاع َب الذي أضا َع َركل َة الجزا ِء .كا َن
محي ِط ِه ،يكو ُن تما ًما في عا َ ٍل آ َخ َر ،عا َ ٍل يش ُع ُر عن اللاعبو َن قد خلعوا قمصا َنهم ،حاو َل أح ُدهم أن
أ ّن ك َّل ذ َّر ٍة من جس ِد ِه تنبِ ُض نب ًضا محسو ًسا، في ِه ايلل ُكح َمك ُاملمالدمرسَاب،ع ُدفتبدانَّخت َهلااِءلمُاعلاووق ُنِتا،للفنم ُّيي.ب ُدعأن َّدنماهأنابلَكَغه ُخم َّط ًة
عا َ ٍل لا يستق ُّر في ِه لا وقو ًفا ولا جلو ًساُ ،ث َّم يدخ ُل
في صرا ٍع م َع ذا ِت ِه للعود ِة إلى ما قب َل القل ِق ،فتف َش ُل مدروس ًة للشو ِط الثاني؛ وبالفع ِل فقد خ ِسروا
المحاول ُة ِت ْل َو المحاول ِة ،يل َع ُن نف َس ُهُ ،يس ِّمي ما يتلبَّ ُس ُه بنتيج ٍة ُمخزي ٍة.
حال َة (الإنسا ِن الآل ِّي) ،إنسا ٌن لا ُي ِح ُّس ،إنسا ٌن تصاف َح ببرو ٍد م َع مدر ِب الفري ِق الفائ ِز ،واتج َه
لا يفع ُل سوى قت ِل الوق ِت والابتعا ِد عن الجمي ِع. ُمبا َش َر ًة إلى الإدار ِةُ ،مق ِّد ًما استقال َت ُه ،وفاس ًخا عق َد ُه.
يص ُر ُخ على نف ِس ِه :استيق ْظ أ ُّيها الأبل ُه ،استيق ْظ أ ُّيها في الطري ِق ،توق َف أما َم حانو ٍت ،واشترى ِب ْض َع ُع َل ٍب
الأبل ُه .لك ْن عبثًا ،وح َد ُه النو ُم س ُيخلِّ ُص ُه من جحي ِم ِه. م َن المشرو ِب .قلَّ َب إذاعا ِت الراديو لك ْن بلا أم ٍل،
اليو َم التالي ،يش ُع ُر بند ٍم وإرها ٍق رهي ٍب .وعلى هذا فالريا ُح القوي ُة ش َّوش ْت على الترددا ِت .ه َو يكر ُه
السيناريو ،كا َن قد قضى ع ّد َة سنوا ٍت. ِحزا َم الأما ِنُ ،يح ُّس ِبثِ َق ٍل على صد ِر ِه ،وإذا حد َث
كانت المِق َو ِد عش َر دقائ َق، ابلق َسياعع ُةلىتقمتارهُبَومعلنياِهلحخالد َيفَة أ ْن صاد َف ُشرطيًّا ،سح َب ُه سري ًعا بيمينِ ِه ،ول َّف ُه على
َع ْش َر َة .ش ِر َب ُعلب ًة ساع ِد ِه ،دو َن أن ُيع ِّش َق ُه في َم ْك َمنِ ِه ،ولكي يتجنَّ َب
كامل ًة .تذ َّك َر أ ّن ُه لم ُيسلِّ ْم ِمفتا َح دولا ِب ِه ،ولم َير ُز ْم الإنذا َر المُتك ِّر َر بلِ ْب ِس الحزا ِم ،فقد اشترى قطع ًة
ُمقتنيا ِت ِه ،بما فيها ساع ٌة ثمين ٌة. ُمسنَّن ًة ،وح َش َكها في موض ِع ِه.
الآ َن قلَّ ْت حرك ُة السيارا ِت ،ق َّر َر استئنا َف السياق ِة بدأ ْت تمط ُر واشت ّد ْت ،كانت حبَّا ُت المط ِر كبير ًة
بتوءد ٍة ،حتَّى لو اض ُط َّر أن يح ُص َر خل َف ُه طابو ًرا ج ًّدا ك َض ْر ِع البقر ِة؛ بدت الماسحتا ِن عجوزي ِن في
طوي ًل .ما زا َل المط ُر مجنو ًنا ،والبر ُق يلتم ُع ويختفي سرعتِهما ،حتَّى إ َّن الشاحن َة التي اجتازت ُه ر َّش ْت
في تناس ٍق زمن ٍّي لي َس منت َظ ًما ،وكأ َّن طف ًل يع َب ُث لطخ َة طي ٍن واسع ًة على الزجا ِج ،ولوهل ٍة ظ َّن أ ّن ُه فق َد
ب ِز ِّر الإضاء ِة .أ َّما القم ُر ب ُقر ِص ِه المنقو ِص ،فقد بدا السيطر َة ،فضغ َط على ِز ِّر الضو ِء المنبِّ ِه ،وإذ أُتي َح
ككر ِة الآيس كريم التي شر َع ْت بال َّذ َوبا ِن. له مجا ٌل ضئي ٌل للرؤي ِة ،ج َم َح إلى الطري ِق التراب ِّي،
لم يستط ْع ُمعاين َة اللافت ِة جيِّ ًدا؛ حرفا ِن بلا إضاء ٍة وكب َس على المكاب ِح.
َك ْه َربائيّ ٍةُ ،كوبا ِن طافحا ِن بالبير ِة ،حان ٌة إذ ْن. حسنًا ،إ َّنها نوب ُة قل ٍق أخرى .ف َّك ربط َة عن ِق ِه ،من