Page 66 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 66
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
التعدديـة الثقافيـة ، Multiculturalism وبيـن التعدديـة الثقافيـة؟
الخصوصيـة الثقافيـة ،cultural particularity
وإذا اسـتعرنا عبـارة تايلـور التـي يقـول فيهـا« :لكـي
الهويـة الثقافيـة ، cultural identity أكون صادقا مع نفسـي فهذا يعني أن أكون صادقاً
مـع أصولـي »...مـا هـي أصولـي؟ هـل هـي مي ارثـي
الاختلافات الثقافية ،Cultural differences الثقافـي التاريخـي كلـه :العقائـدي الدينـي واللغـوي
الثقافات المختلفة ، Different culturesالتمّيز والعلمـي ،والفنـي ...إلـخ؟ وهـل الخصوصيـة الثقافيـة
تعنـي الهويـة الثقافيـة؟ إننـا مختلفـون حتـى فـي
الثقافي ...cultural distinctivenessإلخ. تحديـد هويتنـا الثقافيـة ..هـل نجعـل ديننـا هـو أصـل
هويتنـا؟ أم نخـرج الديـن مـن هويتنـا؟ هـل نجعـل
وهنـاك مـن يمجـد التعدديـة الثقافيـة ،وهنـاك مـن الهويـة اختياريـة ،تقـوم علـى العقـل والاختيـار؟
يقـول بـ “خ ارفـة التعدديـة الثقافيـة” ((3(.إلـى أي حـّد أم نصـف مصطلحـات الفلسـفة بـ «الرطانـة»
يتفقـان؟ وإلـى أي حـّد يختلفـان؟؟ إن مـن يمجـد بوصفهـا مصطلحـات غامضـة ملتبسـة ..ازدهـا
التعدديـة يقـر بواقـع موجـود ،ومـن يقـول بخ ارفـة الفلاسـفة غموضـا والتباسـا؟؟؟ «رطانـة الثقافـة»،
التعدديـة يقـر أيضـا بواقـع موجـود لا معنـى لـه ،واقـع “رطانـة التعدديـة»“ ،رطانـة الخصوصيـة» «رطانـة
الأصالـة» ،إن «الأصالـة» ذاتهـا مفهـوم مشـتبه،
أجـوف لا يعنـي شـيئا.
يَّدعـي ُعمقـا ليـس لـه ،كمـا قـال أدورنـو)((2((.
ارسـل جاكوبـي ينتقـد بشـدة فلاسـفة السياسـة الذيـن
يقولـون بالتعدديـة الثقافيـة ،سـواء كانـوا أصحـاب وإنـي أتسـاءل :أليسـت تعدديـة الثقافـات تـؤدي إلـى
اتجـاه ليب ارلـي أو اتجـاه يسـاري ،فيضـع عنوانـا تعددية في وجهات النظر عن العالم؟ وبالتالي نكون
لكتابـه وهـو« :نهايـة اليوتوبيـا ..السياسـة والثقافـة أمام عوالم متعددة ،وليس عالما واحدا .كيف نبحث
فـي زمـن الـا مبـالاة» ..عـن أي لا مبـالاة يتحـدث عـن الوحـدة فـي الكثـرة؟ هـل ثقافتنـا الإسـامية تمثـل
جاكوبي؟ ولماذا يقول بـ «خ ارفة التعددية الثقافية»؟ ماهيـة منغلقـة أم أنهـا منفتحـة ،متفتحـة ،متفاعلـة
( ((3لنـرى أولا كيـف صعـدت إيديولوجيـا التعدديـة بحكـم ارتكازهـا علـى ديـن يدعـو لإعمـال العقـل،
ويجعـل مـن التفكيـر فريضـة إسـامية ،ويدعـو إلـى
الثقافي ـة. الحـوار ،وبحكـم تأسسـه وانفتاحـه علـى روافـد عديـدة
مـن ثقافـات متعـددة مختلفـة كونـت نسـيجا متجانسـا
كيف صعدت إيديولوجيا التعددية الثقافية؟ واحـدا ..وبحكـم انتشـاره وسـط ثقافـات متعـددة وأمـم
متباينـة ،ولغـات مختلفـة؟ مـا الـذي يتيـح العبـور مـن
إن التعدديـة الثقافيـة هـي إيديولوجيـا بـدأت علـى الذاتـي إلـى الموضوعـي ،مـن الخـاص إلـى العـام؟
أيـدي النخـب الأمريكيـة ذاتهـا ،حيـث بـدأت هـذه مـا هـو المشـترك الإنسـاني العـام الـذي يضـم فـي
النخـب تـرى أمريـكا مجتمعـا متعـدد الثقافـات ،ومـن
ثـم أرت هـذه النخـب أن أمريـكا يتعيـن عليهـا أن جنباتـه الخـاص؟
تكـون حضـارة اسـتيعابية شـاملة ،وحاضنـة لجملـة
الثقافـات التـي باتـت موجـودة فـي الولايـات المتحـدة
الأمريكيـة؛ وهـي ثقافـات أتـت مـن سـائر أرجـاء
الأرض ،ممـا أدى إلـى جعلهـا المرشـحة الحضاريـة
( ((3ارس�ل جاكوبـ�ي :نهايـة اليوتوبيـ�ا ..السياسـة والثقافـة إننـا حقـا -علـى مسـتوى التنظيـر -أمـام
فيــ زم�ن الـلا مبـالاة ،ترجمـة :فـاروق عبـد القـادر ،عالـم مصطلحـات كثيـرة متداخلـة:
المعرف�ة ( ،)269مايـو 2001
( ((3ارجع المرجع السابق :صص.79-78 ( ((2نهاية اليوتوبيا ،ص.74
66