Page 67 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 67
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
مت ازيـدة لأمريـكا أكثـر تنوعـا؟ أو أن الأمـر -كمـا الأكثـر ملاءمـة هـي حضـارة كوكبيـة((3(.
يعتقـد ناثـان جـازر -جـاء نتيجـة الإخفـاق فـي
لكـن السـؤال :مـاذا عـن الثقافـات خـارج الولايـات
ضـم أكبـر مـن السـود إلـى المجتمـع المشـترك؟ المتحـدة والتـي لـم تنخـرط انخ ارطـا كليـا فـي الثقافـة
الأمريكيـة؟ أيتوجـب عليهـا الانخـ ارط فـي هـذه
فـي كل مـن هـذه التفسـي ارت قـدر مـن الحقيقـة،
لكن جانبا مهما من الحكاية ما ي ازل ناقصا يعرضه الحضـارة الأمريكيـة المدعـوة بالكوكبيـة؟
ارسـل جاكوبـي حيـن يـرى أن التعدديـة الثقافيـة تقـوم
أيضـا بسـد ثغـرة فاغـرة ،فالليب ارليـون واليسـاريون - لقـد ذكـر هـوارس م .كوليـن -وهـو الـذي صـاغ،
وقـد ُجـردوا مـن اللغـة ال ارديكاليـة والأمـل اليوتوبـي حرفيـا ،تعبيـر «التعدديـة الثقافيـة» فـي العـام
-ت ارجعـوا باسـم أنهـم يتقدمـون للاحتفـال بالتنـوع. 1924م -أن هـذه الفكـرة لـم تكـن شـائعة فـي أي
ولأن لديهـم أفـكا ار قليلـة حـول الكيفيـة التـي يتشـكل مـكان مـن الولايـات المتحـدة .وكان يعـرف السـبب،
بهـا المسـتقبل ،فقـد احتضنـوا كل الأفـكار ،ومـن ثـم فالهجـ ارت الواسـعة والحـرب العالميـة الأولـى ازدت
يصبـح التعـدد هـو السـلة التـي تحـوي كل شـيء، حـدة مشـاعر الخـوف العـام مـن الأجانـب ،ومـن ثـم
بدايـة الفكـر السياسـي ونهايتـه ،وحيـن يلبـس ثيـاب أصبحـت كلمـات السـر هـي الأمركـة والتمثـل ،لا
التعدديـة الثقافيـة ،يصبـح أفيـون المثقفيـن الواهميـن،
التعدديـة والتنـوع((3(.
إيديولوجيـة عصـر بـا إيديولوجيـة((3(.
لكـن بعـد سـبعين عامـا ،أصبـح الجميـع -عـدا قلـة
إذا كان جاكوبـي يقـول بـ «خ ارفـة التعدديـة -يشـاركون كولـن الاحتفـال «بالتعدديـة الثقافيـة».
الثقافيـة» ،فهـل هـذا القـول ينطـوي علـى القـول بـ وفـي عقـد التسـعينيات حـدث تغيـر هائـل ،وإيمـان
«خ ارفـة الخصوصيـة الثقافيـة»؟؟ هـل ثمـة علاقـة بـأن علـى الولايـات المتحـدة أن تُغـذي التنـوع الهائـل
بيـن التعدديـة والخصوصيـة؟ لمـاذا يـرى جاكوبـي أن
التعدديـة الثقافيـة لا تعنـي رؤيـة مـا؟ وأن صعـود مـن الثقافـات المتميـزة((3(.
التعدديـة الثقافيـة يرتبـط بانهيـار اليوتوبيـا؟ وأنـه
فكيـف حـدث مـا حـدث؟ ولمـاذا؟ هكـذا يتسـاءل
مؤشـر علـى إنهـاك الفكـر السياسـي؟”(((3 ارسـل جاكوبـي ،فـي فصـل بعنـوان“ :خ ارفـة التعدديـة
الثقافيـة” ،فـي كتابـه “نهايـة اليوتوبيـا” بقولـه :هـل
يقـول جاكوبـي( :المسـألة ليسـت التعدديـة كان ثمـة برنامـج يدعمـه كوليـن وقلـة مـن المثقفيـن
الثقافيـة ذاتهـا ،فأفـكار التنـوع وأقاربهـا“ :التعدديـة، المنشـقين الآخريـن اسـتطاع أن يكسـب الجميـع إلـى
والاختـاف ،والكثـرة الثقافيـة ،والتعدديـة الثقافيـة” صِّفـه؟ هـل أدت هجـرة جديـدة متنوعـة إلـى ضـرورة
ليسـت أفـكا ار خاطئـة ،ولا هـي محـل اعتـ ارض. الإقـ ارر بالتنـوع الثقافـي؟ هـل أصبحـت الجماعـات
علـى العكـس ،هـي أفـكار صحيحـة وذات جاذبيـة، الثقافيـة أكثـر ثقـة ويقينـا ،والأمريكيـون أكثـر ميـا
والاختـاف والتنـوع يميـ ازن العوالـم الطبيعيـة إلـى السـماحة والليب ارليـة والعالميـة؟ هـل الحفـاوة
بالتعدديـة الثقافيـة حكايـة نجـاح مطـرد ،وحماسـة
والفيزيقيـة والثقافيـة)((3(.
( ((3الحضاــ ارت ف�ي السياس�ة العالميـ�ة ..وجهـات نظـر
ونحن نبتهج للاختلافات أكثر من التماثل ،ومعظم جمعيـة وتعدديـة ،تحريـر :بيتـر جـي كاتزنشـتاين ،ترجمـة:
فاض�ل جتك�ر ،عال�م المعرف�ة ،الع�دد ( ،)385فب اريـر،
( ((3المرجع السابق ،ص.47
،2012ص.105
( ((3المرجع السابق ،ص.48 ( ((3نهاية اليوتوبيا ،ص.46
( ((3المرجع السابق ،ص47 ( ((3المرجع السابق ،الصفحة نفسها.
67