Page 77 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 77
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
الدور الاجتماعي لصحافة المواطن
د .رنا عزت أبو النجا
مدرس علم الاجتماع
كلية الد ارسات الإنسانية بالدقهلية – جامعة الأزهر
ودائمـا مـا ُيشـار إليهـا بالبنـان عنـد الاسترسـال أصبحـت صحافـة المواطـن جـزًءا لا يتجـ أز مـن
فـي عـرض قضيـة أو تسـليط الأضـواء علـى حـدث ثقافة المجتمع المعاصر ،لا سيما مع ت ازيد شعبيتها
جلـل؛ ممـا جعلهـا تقـوم بـأداء أدوار اجتماعيـة يومـا بعـد يـوم؛ ويرجـع ذلـك لتغلغلهـا داخـل الحيـاة
حيويـة بصـورة مباشـرة وغيـر مباشـرة ومـن هـذه الاجتماعيـة فـي كافـة المجـالات؛ حيـث لعبـت دورهـا
بقـوة فعالـة لبنـاء مجتمعـات مفتوحـة وديمق ارطيـة،
الأدوار نـورد: وأصبحـت بـارزة خاصـة فـي أعقـاب أحـداث كارثيـة
أو حتـى مجـرد الأحـداث اليوميـة التـي يشـهدها
التثقيف:
المجتم ـع.
مـع التدفـق المعلوماتـي علـى شـبكة الإنترنـت
أصبـح هنـاك سـيل لإنتـاج المعلومـات فـي كافـة ويشـير المصطلـح «صحافـة المواطـن» إلـى
مجالات الحياة البشـرية ،حيث أصبحت المعلومات مشـاركة الجمهـور فـي جمـع وإنتـاج وتوزيـع الأخبـار
سـلعة وصناعـة خلفـت و ارءهـا مـا يعـرف بسـوق مـن الواقـع إلـى شـبكة الإنترنـت “Citizen-
المعلومـات الكونيـة ،والتـي يتـم فيهـا تبـادل الخدمـات ”) Generated Contents (CGCsأي
المحتويـات التـي ينتجهـا المواطنـون ،فقـد أصبـح
والسـلع مـع الأفـكار الإنسـانية فـي آ ٍن واحـد. الأمـر اعتياديـا عنـد وقـوع مناسـبة أو حـدث أن
تجـد فلاشـات التصويـر محاطـة بهـا ،ورفعهـا علـى
اسـتغل المواطـن هـذه الإمكانيـات وأصبـح بإمـكان
الأفـ ارد الاجتماعييـن تحميـل تفاعلاتهـم وإنتاجهـم الإنترنـت بضغطـة زر.
الفكـري ،وإبداعهـم وخب ارتهـم ،وأصبحـت صحافـة
المواطن اليـوم ملزمـة بالعمـل مـن أجـل جمـع ونقـل وقـد ارفـق تطـور شـبكة الإنترنـت – بأجيالهـا -
حـدوث نقلـة نوعيـه هائلـة فـي تقنيـات تكنولوجيـا
وتحليـل ونشـر الحقائـق عبـر منصاتهـا. الاتصـال ،ذلـك التطـور الـذي أدى إلـى ظهـور
العديد من الابتكا ارت المستحدثة من نظم الاتصال
كمـا تعمـل صحافـة المواطـن علـى تقديـم تقييـم الإلكترونـي كالهاتـف الذكـي وتطبيقاتـه ،والكاميـ ارت
أكثـر تفصيـا للشـئون الجاريـة وتبـادل المعلومـات
المتواليـة إلـى المناطـق النائيـة مـن العالـم التـي لا الرقمي ـة.
يتـم تغطيتهـا بشـكل كا ٍف مـن قبـل وسـائل الإعـام
التقليديـة ،وبالتالـي تسـاعد علـى توفيـر مصـادر وُيطلـق علـى المواطـن عنـد نقلـه للأحـداث مـن
مصـادره الخاصـة ونشـرها عبـر المدونـات والشـبكات
معلومـات متنوعـة وموثوقـة للجمهـور. الاجتماعيـة ومواقـع الفيديـو -كأحـد روافـد صحافـة
المواطـن -لقـب «المواطـن الصحفـي» ،فالمواطـن
وأصبـح الجميـع اليـوم يطالـع ويشـاهد ويتناقـش يقـع بيـن دفتيهـا إن لـم يكـن منتجـا لمحتـوى صحافـة
ويحلـل بـل ويبـدي أريـا مكونـا أرس مـال ثقافيـا ،ومـن المواطـن ،فهـو بـا أدنـى شـك مسـتهلكا لهـا ،ويتـم
خـال توسـيع التغطيـة الصحفيـة الجاريـة للقضايـا
بمـرور الوقـت فإنهـا تعمـل علـى تحفيـز التصـو ارت تبـادل الأدوار بيـن المرسـل والمتلقـي باسـتم ارر.
77