Page 78 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 78

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫وتحليلّيـة واستشـ ارفية‪ ،‬وبيـن مقاطـع فيديـو وصـور‪،‬‬            ‫العقليـة للأفـ ارد‪ ،‬مـن خـال معالجتهـا للمعلومـات‬
‫وتسـجيلات لملاييـن الأشـخاص الذيـن يقدمـون‬                     ‫المتداولـة وتشـفيرها وإدماجهـا مـع المعرفـة المخزنـة‬
‫النصح أو يعرضون تجاربهم الشخصية في مقاومة‬                      ‫لديهم‪ ،‬فتؤثر هذه العمليات في التصور الاجتماعي‬
‫المـرض‪ .‬مصاحبـا لزخـم كبيـر مـن المعلومـات‬
‫والأخبـار والتّصريحـات والصـور‪ ،‬ليعّبـر ناشـروها‬                                     ‫للنـاس وحكمهـم وسـلوكهم‪.‬‬
‫عـن أفكارهـم الشـخصية أو تكهناتهـم أو مخاوفهـم‬
‫إ ازء اسـتفحال الوبـاء‪ )((((.‬وأيضـا تنويـر الـ أري العـام‬      ‫كذلـك يمكـن لصحافـة المواطـن أن تحفـز الابتـكار‬
‫بضـرورة الالتـ ازم بالتدابيـر والإجـ ارءات التـي دعـت‬          ‫والإبـداع‪ ،‬عـن طريـق تشـجيع الأفـ ارد علـى إنتـاج‬
‫إليهـا منظمـة الصحـة العالميـة وو از ارت الصحـة فـي‬            ‫ونشـر محتـوى إعلامـي مبتكـر ومختلـف وتجديـد‬
                                                               ‫الأسـاليب الصحفيـة والتقنيـات المسـتخدمة فـي‬
    ‫مختلـف الأرجـاء لمواجهـة ومحاصـرة الوبـاء‪.‬‬
                                                                                 ‫صناعـة المحتـوى الإعلامـي‪.‬‬
‫كذلـك الحـال فـي الأحـداث التـي تسـترعي انتبـاه‬
‫الأفـ ارد‪ ،‬مثـل تسـليط الضـوء علـي حـوادث خطـف‬                                          ‫‪ -1‬التوعية‪:‬‬
‫الأطفـال‪ ،‬أو الإتجـار بهـم فـي عمليـات التسـول‪،‬‬
‫ومـن ثـم تسـاهم صحافـة المواطـن فـي تعزيـز الوعـي‬              ‫يجـذب المواطنـون الصحفيـون بعـض الانتبـاه‬
‫بالقضايـا البيئيـة والصحيـة ومخاطرهـا‪ ،‬وبالتالـي‬               ‫العـام إلـى قضايـا ووجهـات نظـر بديلـة مـن خـال‬
‫تحفيـز الجمهـور علـى اتخـاذ التدابيـر اللازمـة‬
                                                                                   ‫عدسـاتهم وأطروحاتهـم‪)((((.‬‬
                 ‫للحفـاظ علـى الصحـة والبيئـة‪.‬‬
                                                               ‫وتقـدم صحافـة المواطـن تصحيحـات مهمـة‬
   ‫‪ -2‬حلقة وصل بين المواطن والمسئولين‪:‬‬                         ‫للمعلومـات المنسـوبة إلـى المصـادر الرسـمية‪،‬‬
                                                               ‫وتسـاعد علـى خلـق نظـرة حقيقيـة وموضوعيـة‬
‫لا يقتصـر دور أفـ ارد الجمهـور مـن خـال‬                        ‫للعالـم‪ ،‬أو النظـر إليـه بعيـن أو ازويـة مختلفـة لـم‬
‫صحافـة المواطـن علـى تعليـم المواطنيـن الآخريـن‬                ‫تتسـن للمواطـن مـن قبـل‪ ،‬ويصاحـب ذلـك توعيـة‬
‫وتوعيتهـم فحسـب‪ ،‬بـل يسـاعدون أي ًضـا الحكومـات‬                ‫المواطـن بحقوقـه وواجباتـه‪ ،‬والالت ازمـات المكلـف بهـا‬
‫والمؤسسـات الخاصـة فـي صنـع السياسـات‪)((((.‬‬
                                                                                              ‫تجـاه الآخريـن‪.‬‬
‫حيـث تعتلـي صحافـة المواطـن منصـة توفـر‬
‫حـا لعـدم الثقـة لـدى الجمهـور تجـاه الحكومـة‪،‬‬                 ‫ويـزداد الإقبـال علـى منصـات صحافـة المواطـن‬
‫حيـث تنشـأ التناقضـات مـن التصريحـات والأفعـال‬                 ‫خـال ظـروف أو أزمـات إنسـانية طارئـة وخطيـرة‪،‬‬
‫الحكوميـة‪ ،‬فتأخـذ علـى عاتقهـا دور حلقـة الوصـل‬                ‫مثلمـا الحـال فـي الأزمـة ال ارهنـة (جائحـة كورونـا)‪،‬‬
‫بيـن الجمهـور والمسـئولين‪ ،‬وتبـرز علـى السـطح‬                  ‫فتكدسـت هـذه الوسـائل علـي مـدار السـاعة بتحذيـر‬
‫القضايـا المحليـة التـي تئـن منهـا شـ ارئح المجتمـع‪،‬‬           ‫المواطـن مـن خطـورة فيـروس كورونـا القاتـل‬
‫علـى سـبيل المثـال لا الحصـر أزمـة الطاقـة أو أزمـة‬            ‫والتعريـف بطبيعـة هـذا المـرض وأع ارضـه وطـرق‬
‫الغذاء أو تلوث الهواء أو تلوث المياه أو تلوث مياه‬              ‫العدوى‪ ‬وسـبل الوقايـة منـه‪ ،‬والتداعيـات التـي‬
‫الشـرب‪ ،‬ظروف الطرق والبطالة والتضخم‪ .‬بما في‬                    ‫تحـدث فـي حـال لـم يتلـق المريـض الرعايـة الطبّيـة‬
‫ذلـك قضايـا اجتماعيـة أخـرى مثـارة منهـا‪ :‬الطـاق‪،‬‬
‫الانحـال الأخلاقـي‪ ،‬العنـف الأسـري‪ ،‬التطـرف‪،‬‬                                                      ‫ا لصحيح ـة ‪.‬‬

                                                               ‫حيـث تعـج مواقـع التواصـل اليـوم بمنشـو ارت‬
                                                               ‫تحمـل جميـع الصفـات إن صـ ّح القـول‪ ،‬بيـن خبرّيـة‬

                                                               ‫‪(1)	 () - Ritters, M. (2015), The impact of citizen‬‬
                                                                   ‫‪journalism on the public sphere, Germany: Grin, p 6.‬‬

                                                           ‫‪78‬‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83