Page 79 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 79
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
بيـن ذويهـم وبيـن صنـاع القـ ارر ،وهـذه هـي الطريقـة إدمـان المخـد ارت ،الفسـاد ،الفقـر ،التطـرف ...إلـخ.
التـي يريـدون بهـا تحسـين جـودة الحيـاة والنهـوض
وتنطلـق صحافـة المواطـن مـن ثقافـة مجتمعيـة
بالمجتمـع وفقـا لمنظورهـم. داعمـة ،فـا يمكـن أن ينتشـر هـذا النمـط دون اقتنـاع
شـعبي بجـدواه ،لذلـك اعتمدتـه عـدة مـن وسـائل
-1النقد الاجتماعي: الإعـام لقيمتـه التـي تت ازيـد يومـا بعـد يـوم بـل
وبالنظـر إلـى المواطنيـن الصحفييـن علـى أنهـم وأفـردت لـه أبوابـا وأعـدادا خاصـة.
نبـض الشـارع ،فـا يقتصـر دور منصـات صحافـة
المواطـن علـى تقديـم المعلومـات وإيصـال الجمهـور حيـث سـعت بعـض المؤسسـات إلـى إدمـاج جهـود
بصنـاع القـ ارر فحسـب ،بـل إنهـا أي ًضـا تشـكك المواطنيـن مـن خـال صحافـة المواطنيـن مـن
وتكشـف بشـكل نقـدي الممارسـات علـى أرض أخبـار وصـور فوتوغ ارفيـة وصـور تليفزيونيـة فـي
الواقـع ،وبذلـك تجعـل الإجـ ارءات الحكوميـة أكثـر مجمـل الخدمـة الإعلاميـة التـي تقدمهـا المؤسسـات،
وهـذه محاولـة مـن هـذه المؤسسـات للاسـتفادة مـن
شـفافية للجمهـور العـام. واقـع إعـام قائـم ،وخدمـة إخباريـة متاحـة ،وهـذا
مـا يعطـي إد اركا وشـرعية لمثـل هـذه الجهـود التـي
حيـث أظهـرت صحافـة المواطـن صـورة “المواطـن يقـوم بهـا مواطنـون عاديـون فـي خدمـة الشـأن العـام؛
الرقابـي» ،كأشـخاص لديهـم الفرصـة ليصبحـوا ممـا يفـرز مزيـدا مـن الديناميكيـة فـي العلاقـة بيـن
مبدعيـن وناقديـن نشـطين يجمعـون المعلومـات
ويعملـون علـى تقييمهـا وطـرح النقـد إن لـزم لإحـداث الإعـام والجمهـور(((.
التغييـر وتحقيـق المواطنـة ،وبإمـكان صحافـة
المواطـن أن تلعـب دوًار مه ًّمـا فـي تعزيـز الشـفافية ويمكـن تحديـد أربعـة شـروط لصلاحيـة صحافـة
والمسـاءلة فـي المجتمعـات ،عـن طريـق نشـر المواطـن فـي المجتمـع المعاصـر:
المعلومـات والبيانـات المتعلقـة بـأداء المسـئولين
•التكنولوجيا المتقدمة (الرقمية).
والجهـات الحكوميـة والشـركات والمنظمـات.
• الجمهور النشط.
والنقـد الاجتماعـي هـو فـي حـد ذاتـه ظاهـرة
صحيـة للغايـة ،إذ تعكـس وعـي المواطـن وإد اركـه •الخب ارت المعاشة في الفضاء السايبري.
للوقائـع مـن حولـه ،والنظـام الديمق ارطـي الصحـي
الـذي يعيـش تحـت سـمائه .إن المجتمـع المدنـي • التغييـر التنظيمـي داخـل وسـائل الإعـام
المطلـع والناقـد هـو شـرط أساسـي للحكـم الرشـيد، الإخباري ـة(( (.
فـا وجـود لمواطـن فاعـل فـي واقعـه فـي غيـاب نظـام
فمـن غيـر المتوقـع أن يثبـت هـذا النمـوذج فعاليتـه
ديمق ارطـي حـر. بـدون جمهـور نشـط وواع وحاضـر بالفعـل خـال
الفعاليـات المختلفـة ،الذيـن يقومـون بـدور عيـون
وأصبـح جليـا أن منصـات صحافـة المواطـن تعـزز وآذان المجتمـع ،ثـم يعملـون علـى تجسـير العلاقـات
معاييـر الديمق ارطيـة والمشـاركة المدنيـة ،التـي تمكـن
مـن بنـاء مجتمـع صحـي متفائـل وديمق ارطـي سـليم. ((( -مصطفـي محمـد موسـى ،الم ارقبـة الإلكترونيـة عبـر
(((() حيـث ُيحتفـى بهـا؛ لأنهـا أفضـل تعبيـر عـن شـبكة الإنترنـت مصـر ،دار الكتـب والوثائـق القوميـة
(6) - Riaz, S., & Pasha, S. A. (2011). Role of citizen 2003م ،ص.32
journalism in strengthening societies. FWU Journal of
Social Sciences, 5(1), p 88-103. (5)- Watson, H. (2011). “ Preconditions for Citizen
Journalism: A Sociological Assessment”, Sociological
Research Online 16 (3), P 6.
79