Page 57 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 57
المصريون وحرب أكتوبر "سيمفونية العبور
وفرحة أمة استعادت كبرياءها"
رغم مرور أكثر من نصف قرن على انتصار اكتوبر العظيم فإن
ذكراه ستظل خالدة في أذهان المصريين وحاضرة تشعل الوجدان،
وستظل مصدر فخر واعتزاز لكل المصريين ،فالكلام عن حرب
أكتوبر لا ينتهي مهما تحدثنا عنه ،فحرب أكتوبر لم تكن مجرد
أ.د .منى الحديدي معركة عسكرية ،بل كانت ملحمة متكاملة الأوجه ،تلاقت فيها
تلك العبقرية والشجاعة التي أذهلت العسكرية الإسرائيلية؛ حيث العبقرية الإستراتيجية مع بسالة الجندي المصري ،وتناغمت فيها
قالت جولدا مائير :سأظل أحيا بهذا الحلم المزعج لبقية حياتي ،ولن أصوات المدافع مع زغاريد شعٍب متعطش للفرحة.
أعود الإنسانة نفسها مرة أخرى التي كانت قبل الحرب ،وقال
موشي ديان -وزير الدفاع الإسرائيلي :إن حرب أكتوبر كانت فانتصار أكتوبر لم يكن انتصاًر ا عسكرًيا فقط ،بل كان أيضا انتصاًر ا
بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل ،ولم تملك القوة الكافية لإعادة للإرادة الشعبية ،وقد كان تلاحم الشعب مع قواته المسلحة من أهم
أسباب انتصارنا في حرب السادس من أكتوبر ،فهذا الانتصار كان
المصريين للخلف مرة أخرى. بمثابة ملحمة سطرها الجيش والشعب؛ وقدم الشعب المصري مثاًال
وهكذا يمكن القول بأنه ما من شك في أن حرب أكتوبر المجيدة يحتذى به في مساندة الشعب لجيشه ،وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط
ستظل النقطة المضيئة في تاريخ مصر ،وستظل ثقتنا أن هذا على جبهات القتال ،وإنما قبل ذلك يتحقق بوحدة وصمود ووعي
الشعب بأبنائه في القوات المسلحة الذين عبروا هزيمة 67وحققوا الشعب في الجبهة الداخلية؛ فالشعب المصري عن بكرة أبيه كان
نصر أكتوبر 73بأنهم قادرون دًو ما على العبور بالدولة المصرية الداعم والمحفز لجيشه على النصر في جبهات القتال؛ وقد كانت
وتحقيق النصر في كل مرة ،وستظل قدراتنا بلا حدود على أن رسالة الشعب لجيشه أننا معكم ومن ورائكم مهما كانت التضحيات،
ومهما كان الثمن ،ولذلك تحقق النصر العظيم بفضل شعب الجيش
نبهر العالم وقتما يتوقع الجميع أننا انكسرنا أو تمكنوا منا.
وجيش الشعب.
حرب أكتوبر وحضور القوى الناعمة فحرب أكتوبر ستبقى نموذًجا حًيا لقدرة المواطن المصري وإرادته
في تحطيم المستحيل ،وتحويل الانكسار إلى انتصار ،وسيظل نصر
لم يكن الجيش المصري العظيم هو البطل الوحيد في حرب اكتوبر
المجيدة؛ ولكن الشعب بكل أفراده ومؤسساته لعبوا أيًضا دوًر ا أكتوبر عنواًنا عظيًما لإرادة المصريين التي لا تقهر مهما كانت قوة
محورًيا لم يقل أهمية عن الدور الذي كان يقوم به الجنود على العدو وأتباعه وأنصاره وغدره وخسته ،وستظل الأرض المصرية
الجبهة؛ حيث وقف الشعب من خلال قوته الناعمة ،وعلى رأسها شاهدة على بطولات أبنائها وشاهدة أيًضا على مصير كل من سولت
الفنون من :دراما تليفزيونية وأغان وطنية...إلخ) خلف جيشه له نفسه المساس بأمنها واستقرارها ،فهذه الفترة أثبتت الولاء
العظيم. والانتماء والروح القتالية العالية من كل جموع الشعب.
وهكذا سيظل نصر السادس من أكتوبر ورجال القوات المسلحة
المصرية مبعث اعتزاز وفخر ،وستظل ذكريات وبطولات النصر
تتوارثها الأجيال جيًال بعد جيل ،توضح وُتظهر مدى عبقرية
وشجاعة المقاتل المصري الذي لقن الإسرائيليين والعالم درًسا لن
ينسوه في فنون القتال والتخطيط والخداع الإستراتيجي،
53

