Page 222 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 222
،00هل شلظما 4ا هآ الإللللا! 222
القسطنطينية كانت هي عاصمة الكفر في العالم انذاك ،ولتقريب الصورة أكثر فإن
القسطنطينية كانت بمثابة "الفاتيكان " قبل فتح المسلمين لها ،بل إن اسم القسطنطينية
مشتق من اسم الإمبراطور الروماني (قسطنطين ) واضع أسس الديانة المسيحية الحديثة
التي تعتقد بألوهية المسيح لج! (وقد تحدثنا عن ذلك مفصّلا في معرض حديثنا عن
آريوس) ،أصْف إلى ذلك أن رسول اللّه ع!ج! قد مدح فاتح القسطنطينية بنفسه عندما قال :
"لتفتحن القسطنطينية ،فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيس ذلك الجيش " ،لذلك أراد كل
قائدٍ عظيم من عظماء المسلمين أن ينال هو سرف فتحها ليكون صاحب بشارة رسول
اللّه ع!يّ! ،فحاصرها المسلمون إحدى عشرة مرة ،فكان أول بطل منهم هو القائد الأموي
يزيد بن معاوية رحمه اللّه ،ثم حاول القائد الأموي البطل مسًلمة ابن عبد الملك بن
مروان رحمه الثه الكرة مرتين على القسطنطينية ،الأولى في عهد الخليفة الأموي سليمان
بن عبد الملك ،والثانية في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (انظر إلى همة
الأمويين إ) .وعلى الرغم من أن فتح القسطنطينية وحده يوهل السلطان محمد الفاتح
لكي ينضم إلى قافلة العظماء المائة في تاريخ الإسلام ،إلاّ أن الفاتح لم يكتفِ بذلك،
فعظمة السلطان محمد الفاتح لا تكمن فقط في كونه هو الرجل الذ! فتح القسطنطينية
فحسب ،بل تكمن بما فعله بعد فتحه لتلك المدينة العظيمة:
فقد قام الفاتح رحمه اللّه بتحويل اسم "القسطنطينية " إلى "إسلامبول " أي "مدينة
الإسلام " ،ثم حُرِّف! بعد ذلك إلى "إسطانبول " ،وأمر هذا الخليفة المسلم بالعفو عن
جميع النصارى في القسطنطينية ،وأمَّنهم على أرواحكم وممتلكاتهم ،وأمر بترك نصف
عدد الكنائس للنصارى وتحويل النصف الآخر إلى مساجد يذكر فيها اسم اللّه ،على
الرعْم من أن قانون الحرب في ذلك الزمان يتيح للفاتح أن يفعل ما يراه في البلد المفتوح ،
وقارلىْ ذلك يما فعله الصليبيون الكاثوليك من مجازر في حق إخوانهم من الأرثذوكس
في القسطنطيمْية إبان زمن الحروب الصليبية ،وقارن ذلك بما فعله الإسبان من مجازر في
حق المسلمين ومن تحويل كل مساجد الأندلس إلى كنائس وحرق كل مكاتبها (سيأتي
ذكر ذلك تباعًا في هذا الكتاب إن ساء اللّه ) ،ثم دعا الفاتح السكان الهاربين -من
أرثوذكس وكاثوليك ويهود -إلى العودة إلى بيوتهم بالمدينة وأمنّهم على حياتهم،