Page 218 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 218
،00مل لمحظما 4اهة الاسلا! 218
هناك تمنى كل إنسانٍ أن يكون هو صاحب الشرف العظيم في استضافة رسول اللّه أعظم
ضيفٍ في التاريخ ،ورسول الله وو! يجيبهم وعلى سفتيه ابتسامة مشرقة قائلًا" :خَلّوا
سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة " .فقد ترك الرسول قرار اختيار مضيفه إلى اللّه ،فاختار اللّه من فوق
سبع سماوات أبا أيوب من دون كل البشر! فقد وقفت الناقة أمام بيت أبي أيوب ،فوثب
ن مسرعًا به قبل اللّه وو! متاع رسول أبو أيوب على الناقة من دون أن يتكلم سيئًا وحمل
أ
ينافسه رجلٌ آخر على ذلك الشرف !
كان بيت أبي أيوب الأنصاري مكونًا من طابقين ،لذلك عرض أبو أيوب على رسول
اللّه أن يسكن في الطابق العلوي لأنه يستحي أن يسكن فوق رسول اللّه وَو! ،فأخبره رسول
الرحمة بكل تواضع أنه يفضل الطابق الأرضي نظرًا لكثرة ضيوفه ،لكن أبا أيوب لم يكن
يهنأ في نومه خشية أن يزعج رسول اللّه من تحته ،ولنستمع إلى هذه القصة التي يرويها لنا
بطلنا الإسلامي العظيم بنفسه:
"في ليلة من الليالي انكسرت جرة فيها ماء ونحن نبيت في الأعلى من رسول اللّه وَو!،
فسال الماء ،فخشينا أن يتقاطر على النبي ف! وهو نائم في الأسفل ،فأخذنا أنا وأم أيوب
لحافنا ،وواللّه ما كان عندنا غيره ،فأخذنا ننشف به الماء طيلة الليل حتى لا تصيب رسول
اللّه وو!و قطرة من الماء وهو نائم في الأسفل ،فتوذيه فيستفيق من نومه ".
وفي عهد أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ائه!الهَيمَ ،انتشرت سوق الجهاد بشكل
كبير كما أخبر (ابن كثير) في "البداية والنهاية " ،فلقد ابتكر معاوية نظام الصوائف
والشواتي في الجهاد ،فكانت الجيوش في عصر الدولة الأموية تتبع هذا النظام الذي أسسه
"خال المومنين " لنشر الإسلام على الأرض صيفْا وشمتاءً ،وفي سنة 53هـخرج القائد
الإسلامي يزيد بن معاوية على رأس جينثبى يضم بين أفراده الحسين بن علي ،والعبادلة
الأربعة عبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن عمرو ابن العاص وعبد اللّه بن الزبير وعبد اللّه بن
العباس ليدكوا عاصمة الإمبراطورية الرومانية بكتائب التوحيد ،فأبى أبو أيوب
الأنصاري (وقد بلغ الثمانين ) إلا أن يشارك في الجهاد! فما إن وصلت كتائب النور
الإسلامية بقيادة القائد يزيد إلى أسوار القسطنطينية ،حتى رأى الجنود من كلي الطرفين
رجلًا ملثمٍ يطير طيرانًا بفرسه البيضاء نحو حصون الروم ،فيحمل ذلك الرجل الملثم