Page 213 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 213

‫‪243‬‬                                      ‫‪ 004‬نحي!‪! 14‬ب!دالتا(ي!‬

‫عندما بايع كل الصحابة يزيد ين معاوية على الخلافة بعد أبيه ‪ ،‬ولم يرفض البيعة إلا‬

‫للحسين الاف الرسائل من الشيعة في‬  ‫فوصلت‬  ‫زَ!‪،‬‬  ‫الزبيربن‬  ‫اللّه‬  ‫وعبد‬  ‫بن علي‬  ‫الحسين‬

‫العراق يبايعونه فيها سرًا على الخلافة ‪ ،‬فانخدع الحسين بالشيعة ‪ ،‬ونسي خياناتهم‬
  ‫المتكررة لأبيه وأخيه الحسن ‪ ،‬فنصحه عبد الله بن عمر وعبد اللّه بن العباس بعدم تصديق‬
  ‫أهل العراق الخونة ‪ ،‬وقال له عبد اللّه بن عباس ‪" :‬إن أهل العراق أهل غدر !" ولكن‬

‫الحسين رحمه اللّه ظن أن الشيعة قد غيروا طبعهم القذر في الخيانة ‪ ،‬ومع ذلك أراد أن‬
 ‫يتأكد من صدقهم بعد كل تلك الرسائل التي وصلته منهم ‪ ،‬فبعث الحسين بابن عمه‬

‫مسلم بن عقيل إلى العراق ليتأكد من صدقهم ونصرتهم له ‪ ،‬فذهب مسلم بن عقيل‬
‫للكوفة فاجتمع له في صلاة الفجر ثمانية عشر ألفًا من سيعة العراق ‪ ،‬فبعث مسلم برسالة‬

‫مستعجلة إلى الحسين يقول فيها‪" :‬أما بعد فإن الرايد لا يكذب أهله ! وقد بايعني من‬
‫أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فان الناس كلهم معك ليس‬

‫لهم في ال معاوية رأى ولا هوى والسلام "‪ ،‬وما إن بعث مسلم برسالته حتى جاء والي‬
‫العراق ببعض المال إلى أولئك المرتزقة ‪ ،‬فأخذ الشيعة ينصرفون من مسلم بن عقيل‬
‫واحدًا واحدًا‪ ،‬فما أذن المؤذن لصلاة المغرب حتى أصبح ابن عم الحسين وحيدًا بعد‬

‫أن خانه الثمانية عشر ألفًا الذين اجتمعوا له في فجر ذلك اليوم ! ! ! ! ثم وجد مسلم نفسه‬
‫وحيدًا في جنح الظلام يتردد في طرقات الكوفة لا يدري أين يذهب ‪ ،‬يتجول بين البيوت‬

‫المقفلة طالبًا شربة ماءٍ من الشيعة الذين رفضوا إيواءه ‪ ،‬فرأته عجوزٌ سيعية بهذا المنظر‬

‫المزري ‪ ،‬فسألته عن حاله فقال لها‪" :‬أنا مسلم بن عقيل كَذَبَني هؤلاء القوم ‪ ،‬وغَرُّوني"‬
     ‫فأدخلته في بيتها لكي تسقيه بعض الماء بعد أن كاد يموت عطشًا‪ ،‬وسبحان الله ‪ ،‬فحتى‬

‫تلك المحجوز الشيعية الشمطاء أبت أن تغير طبع الشيعة القذر في الغدر والخيانة‪،‬‬
 ‫فخرجت خفيةً من البيت وأحضرت معها رجالًا بسلاسل حديدية لكي يشدوا وثاق ابن‬

‫عم الحسين بالسلاسل ويسلموه للوالي مقابل دراهم معدودات ‪ ،‬وقبل أن يقتل الوالي‬
‫مسلم بن عقيل سأله إن كان له طل! أخير‪ ،‬فقال مسلم وخنجر الغدر الشيعي مزروعٌ‬
‫بخاصرته ‪ :‬كل ما أطلبه هو أن ترسْلوا للحسين برسالة تحذروه من أن يأتي للعراق ‪،‬‬

‫وقولوا له أن سيعة أبيه ليسوا أكثر من مجرد خونة ‪ ،‬وأنهم قد غدروا به ! وقتل مسلم بن‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218