Page 217 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 217
004نحلإ ! 14ب!د التا ايث!
217
((أسثد القسطنطينية"
"يا يزيد ....أقرأ عني السلام على جنود المسلمين ،وقل لهم:أأ
يوصيكم أبو أيوب أن يوكلوا في أرض العدو إلى أبعد غاية ،وأن
تحملوه معكم ،وأن يدفنوه تحت أقدامكم عند أسوار القسطنطيننة"
( بو يوب )
كانت دموع القائد الأعلى لجيش القسطنطينية (يزيد بن معاوية ) تختلط مع دموع
أخيه (الحسين بن علي) وهما ينظران إلى هذا الشيخ الثمانيني وهو يلفظ أنفاسه
الأخيرة ،فتذكر كلٌ منهما قصة هذا البطل الأسطوري الذي كان الإنسان الوحيد على
وجه الأرض الذي نال سرف استضافة أعظم مخلوقي خلقه اللّه في التاريخ ،يومها كان هذا
الشيخ ومن معه من المسلمين مهددين من قبيلة في مجاهل صحراء العرب لا يبلغ عدد
أفراد جيشها الألف ،أما الاَن فإن هذا الشيخ الطاعن في السن يهدد بنفسه عاصمة اكبر
إمبراطورية عرفتها أوروبا في تاريخها ،يهدد القسطنطينية أحصن مدينة على وجه
الأرض ،لقد كان هذا الشيخ العظيم هو خالد بن زيد بن كليب بن مالك بن النجار،
والذي عُرف بأبي أيوب الأنصاري .
وقصة هذا الصحابي تصلح لكي تدرَّس في مقاهي البلاد الإسلامية المكتظة
بعشرات المسنين ممن يضيّعون أوقاتهم في المقاهي بلعب الطاولة بانتظار مجيئ الساعة
القاضية التي ينتهي فيها "سن اليأس " ! إننا لا نتحدث عن شابٍ عشريني أو كهل ثلاثيني
أو حتى شيخٍ ستيني ،إننا نتحدث عن هرمٍ جاوز الثمانين من عمره ورغم ذلذ يخرج
مجاهه ا في سبيل اللّه ،ليدك حصون أعظم مدينة على وجه الأرض !
نرجع إلى الوراء 53سنة عبر التاريخ لكي نعرف قصة أبي أيوب من بدايتها،
وبالتحديد من اليوم الذي وصل فيه رسول اللّه !مّ إلى المدينة مهاجرًا إليها من مكة،