Page 221 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 221

‫‪22،‬‬                                          ‫‪ ،00‬لمحلإ ‪! 14‬ب!دالتا(يث!‬

 ‫بعد أن بنوه بالرخام وكتبوا عليه قصة صاحبه باللاتينية ‪ ،‬إلى أن اختفى القبر بعد مئات‬
‫السنين نتيجة لعوامل الطقس والبينة ‪ ،‬حتى جاء العثمانيون الأبطال وفتحوا القسطنطينية‪،‬‬
‫فجاءت تلك الليلة التى رأى بها العالم الدمشقى سمس الدين آق كبير كبير علماء‬

  ‫المسلمين مكانَ القبر في منامه ‪ ،‬ليبنى المسلمون جامعًا بجانبه اسمه جامم أبى أيوب‬
 ‫الأنصاري (موجود إلى الاَن في إسطانبول ) وليكون ذلك الجامم هو المكان الذي يتولى‬

                  ‫فيه سلاطين بني عثمان الخلافة عند بداية عهد كل خليفة عثماني مسلم!‬

‫الفاتح ‪ ،‬أو محمد‬  ‫العثماتي البطل ‪ :‬محمد‬  ‫والاَن ‪ . .‬ء ‪ . . .‬لنرجع إلى قصة هذا السلطان‬

‫الثاني كما تحب كتب المناهج العربية أن تطلق عليه ‪ ،‬وكأن من وضعوا هذه المناهج‬

‫الدراسية لا يريدون لنا أن نسمع كلمةً بها رائحة النصر أو الفتوحات من قريب أو بعيد‪،‬‬

‫الهزائم والنكبات والنكسات ‪ ،‬وواللّه إننى ما‬  ‫وكأنه كُتب علينا أن نظل أسرى لقصص‬

    ‫عدت الاَن ألوم أولئك الشباب اليائس المحطم الذين أقابلهم بين الحين والاَخر لأسمع‬
‫منهم كلمات الهزيمة الداخلية ولأرى في أعينهم علامات الانكسار النفسي والهوان ‪،‬‬
 ‫فبعد أن تعمقت في ناريخ الأمة ‪ ،‬وأدركت عِظم قدر التزييف الذي يتعرض له ناريخنا‬

  ‫بأسره ‪ ،‬أيقنت أن هؤلاء الشباب ما هم إلا ضحية من ضحايا الغزو التاريخي الرهيب‬
‫الذي وضع لهم مناهجهم التي تعلموها في مدارسهم ‪ ،‬ولا سك أن تلك الهزيمة النفسية‬
‫التي زرعت في شبابنا زرعًا هي التي تدفعهم لكي يلقوا بأنفسهم إلى بحار الظلمات ‪،‬‬

   ‫ليصبحوا وجنة سهية لأسماك البحار المفترسة ‪ ،‬وما هذا العمل الذي أقوم به في هذا‬
   ‫الكتاب ‪ ،‬إلاّ محاولة لزرع روح الأمل في سباب الأمة من جديد‪ ،‬من خلال تسليط‬

                                                    ‫الأضواء على المواقف المشرقة أصلأ في تاريخ هذه الأمة‪.‬‬

‫وبطلنا الاَدْ هو شال! أيضًا لم يكن قد تجاوز الثالثة والعشرين من عمره عندما فتح‬
 ‫القسطنطينية ‪ ،‬إننا نتحدث عن رجل لم يفتح مدينة عادية من مدن العالم ‪ ،‬إننا نتحدث عن‬

  ‫رجلٍ فتح القسطنطينية ! تلك المدينة التي كتب عنها (نابليون بونابرت ) في مذكراته من‬
‫منفاه في جزيرة "سانت هيلينا" "أنها عاصمة العالم بأسره إذا ما كان العالم دولةً واحدة "‪،‬‬

  ‫بل إن هذه المدينة حظيت باهتمايم شخصي من رسول اللّه !و على عظمته وقدره ‪ ،‬ليس‬
‫من أجل جمال طبيعتها الخلابة وموقعها الاستراتيجي الخطير بين أوروبا وآسيا‪ ،‬بل لإن‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226