Page 225 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 225
225 لمحلإو ا !ب!د ا لتا ا إف! ،00
ا(هـقُلزَبِّاَرْخهُهَناكَاَرَبًيَاقَصَحغِيرا!
"أرجوك يا أبي أن ترجع لكي تستعيد كرسي السلطنة الذي تركته لي ،فأنا ما
زلت صغيرًا على تقلد هذا المنصب الكبير ،فإذا كنتَ أنت السلطان فتعال وادر
أمور دولتك ،وإذا كنتُ أنا السلطان ،فإني اَمرك أن ترجع لتدير أمور السلطنة !"
(محمد إلفاتح)
كان الألم يعتصر قلبي عندما استوقفني ساب عربي لكي يسألني إن كان اسم "مراد"
بالألم يكمن في ثلاثة أسباب :سبنب منها خاص اسمًا عربيًا أم لا ! ! وكان سبب سعوري
بي سخصيًا ،والسببان الاَخران يخصان حال الأمة بأسرها ،أما السبب الخاص فهو أن
اسم "مراد" بالتحديد هو اسم عزيز على قلبي ،فهذا الاسم هو الاسم الذي يحمله الأخ
الوحيد الذي يصغرني سنًا من بين تسعة إخوة ! أما السبب الثاني لشعوري بالأسى هو
سباب هذه الأمة باللغة العربية ،لغة القرآن ،لغة محمد ع!ياّله ،فمراد إدراكي بمدى ضعف
هو اسم المفعول من أراد يريد ،وهو المطلب والمبتغى ،ومراد هو أبو قبيلة من العرب
الأقحاف ،وهو مراد بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبَأ بن يشجب بن يعرب أبي العرب
العاربة أصل العرب ! ! أما السبب الثالث لشعوري بالأسى فهو إدراكي لمدى الجهل
الذي يعانيه سباب هذه الأمة بتاريخهم ،فمراد هو اسم لبطل إسلامي عظيم أنجبته أمة
محمد ع!و ،وهو السلطان مراد الثاني بن السلطان محمد الأول بن السلطان بايزيد
(الصاعقة ) رحمهم اللّه أجمعين .وسبب اختياري لهذا الرجل ليكون ضمن قائمة المائة
هو أن هذا الرجل يعتبر قدوة لكل الاَباء في هذه الأمة التي آن لها أن تستفيق من سباتها،
فكم رأيت حْلال إقامتي في أوروبا سبابًا في عمر الزهور قضى عليهم آباؤهم بإهمالهم
لهم وايْشغالهم بجمع الدولارات ،ولا أنسى دمعة ذلك الشاب العربي المسكين الذي
قال لي والأسى يعتصر قلبه أنه كان يتمنى لو أن أباه قد علّمه سيئًا من كتاب اللّه ،فقد تركه
والداه بدون أن يعلِّماه سيئًا من العربية ،بل إن ذلك الشاب كان يتمنى أن لو علمه والداه