Page 228 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 228

‫‪ ،00‬هل طظما ‪ 8‬اهة الإللللاكا‬                                           ‫‪228‬‬
                                              ‫((سيدة نساء أهلى الجنة"‬

     ‫"ما رأيت أفضل من فاطمة كير أبيها"‬

  ‫(أم المؤمنين عائشة)‬

 ‫كاد فؤاد الصحابي الجليل (عبد الله بن مسعود) يتفطر ألفا وهو يرى بعينيه ما‬
  ‫يحدث أمامه في باحة الحرم المكي ‪ ،‬زاد من ألمه تلك القهقهات التي انطلقت من‬
  ‫المجرم (أبي جهل) ورفاقه من سفهاء مكة ‪ ،‬فلقد رأى المشركون رسول الله ! يصلي‬

‫عند بيت اللّه الحرام ‪ ،‬وذلك بعد موت عمه أبي طالب الذي كان يحميه من بطش الكفار‪،‬‬
‫فنظرعدو الله أبو جهل إلى رفاقه وسألهم ‪" :‬أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه ‪،‬‬
‫فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟" وسلا الجزور هو أمعاء الشاه بما تحمله من أوساخ ‪،‬‬
‫فانبعث المجرم (عقبة بن أبي معيط ) فأخذه ‪ .‬فلما سجد النبي !ص وضعه بين كتفيه‪.‬‬

  ‫عندها ارتفعت ضحكات أولئك المجرمين على رسول اللّه غ!وّ وهو ساجا لربه لا يحرك‬
  ‫ساكنًا‪ ،‬فأصبح عبد الله بن مسعود في حيرة من أمره ‪ ،‬فالرسول ع!و لم أمر المسلمين‬
 ‫بالصبر على أذى المشركين ونهاهم عن القتال في تلك المرحلة المبكرة من الدعوة‬

      ‫الإسلامية ‪ ،‬وفي نفس الوقت عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه من المستضعفين‬
‫في مكة الذين ليس لهم منعة ‪ ،‬فلو قام ابن مسعود إلى الرسول ليحميه لنشب قتال بينه‬
‫وبينهم بلا سك‪ ،‬ولدخل المسلمون في دوامة هم في غنى عنها في تلك المرحلة المبكرة ‪،‬‬

   ‫عند هذه اللحظة ‪ ،‬رأى ابن مسعود طفلة صغيرة دون العاسرة من عمرها‪ ،‬تجرى كالبرق‬
  ‫من بعيد بين سوارع مكة متجهةً إلى رسول اللّه !‪ ،‬فلما اقترَبَت منه أزاحت الأوساخ‬
 ‫عنه بيديها الصغيرتين ‪ ،‬ثم اتجهت نحو أبي جهل ومن معه من السفهاء فشتمتهم بصوتها‬

 ‫الطفولي وكأنها ملكة من ملوك الأرض ‪ ،‬فصُعق أبو جهل ومن معه من سجاعة هذه‬

 ‫الطفلة الجريئة ‪ ،‬وتساءل المشركون عن هويتها‪ ،‬فجاءهم الجواب ‪ :‬إن الجويرية البطلة‬
   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233