Page 231 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 231

‫‪231‬‬                                               ‫‪ ، 00‬لمحلإ ‪ 9‬ا !لإد التا ا!ن!‬

     ‫((ومز الزوجة الصالحة ))‬

        ‫"يا خديجة هذأ جبريل يقرئك السلام من ربك"‬

‫! رسول الله طيغ)‬

‫اغرورقت عينا رسول اللّه ع!ي!ه بالدموع وهو يقلب بيديه تلك القلادة التي جاء بها‬
‫رجل من قريش ليفتدي بها أخاه الذي أسره المسلمون في معركة بدبى الكبرى ‪ ،‬فلقد‬

‫أيقظت تلك القلادة في فواد رسول اللّه !ي! ذكريات تلك الإنسانة التي ملكت عليه قلبه‬
 ‫ووجدانه قبل أن ترحل من الدنيا‪ ،‬لقد كانت هذه القلادة هي قلادة أعز مخلوقة على‬

‫قلبه ‪ ،‬لقد كانت هذه القلادة قلادة الإنسانة التي أحبته وواسته وسهرت على راحته ‪ ،‬لقد‬

‫كانت قلادة الإنسانة التي كانت تصعد جبال مكة الشاهقة لتضع الطعام والسراب له في‬

‫غار حراء ثم تتركه هانئًا بخلوته‪ ،‬لقد كانت قلادة الإنسانة التي واسته بمالها وصحتها‬

‫بالرداء لشهدأ من روعه بعد أن جاءه‬  ‫المرأة التيتلك ز!‬  ‫اللّه عصًيِاّة‬  ‫وروحها‪ ،‬تذكر رسول‬

‫جبريل بالوحي لأول مرة ‪ ،‬تذكر رسول اللّه !ي! وهو يقلب تلك القلادة تلك الإثسانة التي‬
   ‫كانت تواسيه بحنانها بعد كل مرة يستهزئ به كفار مكة في طرقاتها‪ ،‬ليجد في عيون تلك‬

 ‫الإنسانة كل معاني الحنان والطمأنينة ‪ ،‬تذكر رسول اللّه ك!ب! تلك الإنسانة التي صذّقته يوم‬

‫أن كذّبه الناس ‪ ،‬وواسته يوم أن هجره الناس ‪ ،‬وساندته يوم أن تخلَّ عنه الناس ‪ ،‬تذكر‬

‫رسول اللّه !ياغمَيهطه تلئط الإنسانة الرقيقة التي ما سمع لها صوئا مرتفعًا طيلة ربع قرنٍ من‬
‫الحياة الزوجية الهانئة ‪ ،‬تذكر رلمعول اللّه !و تلك الإنسانة التي عانت معه من الجوع‬
‫والعطنثى بعد حصار الكفار للمسلمين يا سعب مكة ‪ ،‬تذكر رسول اللّه !ب!ه وهو يقلب‬

 ‫القلادة بين يديه ذلك اليوم الذي خلعت به تلك الإنعسانة هذه القلادة من عنقها لكي‬
‫تلبسها لابنتها زينب يوم زواجها وابتسامتها الرقيقة ترتسم على محياها لتملأ البيت‬

  ‫إشراقَا وبهجة ‪ ،‬لتنعكس تلك الابتسامة في عيني رسول اللّه !و فتحعى في قلبه اليتيم تلك‬
   226   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236