Page 229 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 229

‫‪922‬‬                                     ‫‪ ،00‬نحلإ ‪ 4‬ا !ب!دالتا(ي!‬

                                        ‫فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه!‬

      ‫تذكرت وأنا استمع لقصة هذ ‪ 0‬الطفلة البطلة قصة الطفل البطل الزبير ابن العوام وهو‬
‫رافع سيفه ‪ -‬الذي يكاد يفوقه طولًا‪ -‬في ازقة مكة ‪ ،‬وذلك لكي يدافع به عن رسول اللّه‬

‫بنت حْويلد م‬                            ‫عصَي!‪ .4‬الجميل في الأمر أن هذ ‪ 0‬البطلة هي بنت عمة ذلك البطل ! فخديجة‬
                        ‫أ‬

‫فاطمة هي أخت العوام بن خويلد أبي الزبير‪ ،‬فسبحان الذي خلق الزبير! وسبحان الذي‬
                                                                                                                  ‫خلق فاطمة!‬

‫وفاطمة بنت محمد رضي الله عنها وارضاها لم تكن بطلة فحسب ‪ ،‬بل كانت ابنة‬

‫بطل وابنة بطلة وابنة عمة بطل وزوجة بطل وأم بطلين عظيمين ‪ ،‬وكأن البطولة تجسّدت‬

‫وأرادت أن تختار لها اسمًا فلم تجد إلى اسم فاطمة ! وكيف لا وهي تلميذة بيت النبوة‬

‫التي تربت في أحضان أسجع مخلوقٍ خلقة الله في العالمين ‪ ،‬في أحضان والدها الذي كان‬

‫يحبها حبًا ما أحبه أب لابنته في تاريخ الدنيا بأسرها‪ ،‬ووالله لكأني برسول اللّه !و وهو‬
‫على فراش الموت وفاطمة تدخل عليه حجرته ‪ ،‬ولا أعلم هل كانت وطأة الموت أسد‬

‫على رسول اللّه ! أم إحساسه بالضعف لعدم قدرته على القيام لابنته الحبيبة لتقبيلها‬

‫بين جبينها؟ فقد كان رسول الرحمة يقوم من مجلسه دائفا إذا ما أقبلت عليه ابنته ليقبلها‬

‫بين عينيها ثم يجلسها مكانه ‪ ،‬ولقد كانت هذ ‪ 0‬المرة الوحيدة التي يعجز فيها رسول الله‬
    ‫فيؤ عن القيام لحبيبة قلبه ‪ ،‬وكانت هذه المرة الوحيدة التي يعجز فيها أعظم إنسانٍ عرفته‬

                                                                              ‫البشرية عن تقبيل جبين بنيته!‬

‫لهي أكثر من ن‬                           ‫اللّه عنها وأرضاها في البطولة والشرف‬  ‫وحكايات فاطمة رضي‬
                          ‫أ‬

‫تحصى وأعظم من أن تتسع لها صفحات معدودة في كتاب من الكتب ‪ ،‬فالمواقف‬
 ‫البطولية التي تصف عظمة فاطمة بنت محمد اللّهبن عبد أكثًر من أن تحصى في ألف‬

‫ألف كتاب ! فنحن لا نتكلم عن السيدة الأولى في بلد من البلدان العربية ‪ ،‬ولا نتحدث‬

‫عن سيدة مجتمع من الطبقات الأرستقراطية ‪ ،‬بل نتحدث ‪ -‬وانتبه معي ‪ -‬عن سيدة نساء‬

‫أهل الجنة ! ! ! شرفٌ جعل من قلمي عاجرا أن يكتب أكثر من ذلك ‪ ،‬فماذا عساني أن‬

                                        ‫أكتب عن سيدة هي سيدة نساء أهل الجنة ؟!‬

‫‪-‬ن‬                           ‫من خطابهن‬  ‫والحقيقة التي لا تعرفها أغلب بناتنا ‪ -‬ممن يطلبن لبن العصفور‬
                          ‫أ‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234