Page 232 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 232

‫‪ ،00‬هل لحظعا ‪ 4‬اهة ا لإللللا!‬                       ‫‪232‬‬

  ‫السعادة التي حُرمها منذ طفولته ‪ ،‬لقد تذكر رسَول الله مج!ي! هذه الإنسانة التي عوّضته عن‬
‫سنين اليتم والحرمان التي عاشها طفلًا صغيرًا‪ ،‬فسالت دموعه وو! بحرارة على وجنتيه‬

‫الطاهرتين ‪ ،‬فلقد كانت هذه القلادة هي قلادة زوجته الحبيبة المحبة الوفية النقية الطاهرة‬

          ‫الصادقة المخلصة البطلة خديجة بنت خويلد عليها السلام ‪.‬‬

‫كنت أظن أن الكتابة عن عظيمات الإسلام ستريحني قليلًا من العناء الذي تكبدته في‬

‫البحث والتحقيق خلال أسهرٍ من الكتابة المتواصلة عن أولئك العظماء الذين كتبت‬

‫بألف مرة‬  ‫عنهم إلى حد الاَن ‪ ،‬وإذ بي أتفاجأ بأن الكتابة عن عظيمات هذه الأمة أصعب‬

‫من الكتابة عن عظيميها! فنحن أمام سخصياقي من النساء العظيمات اللائي يعجز القلم‬
  ‫قبل صاحبه عن وصفهن ‪ ،‬وأتذكر هنا مقولة نسمعها كثيرًا "بأن وراء كل رجل عظيم‬

‫امرأة "‪ ،‬إ لا أشي أؤكد بعد دراستي لسير عظيمات الإسلام أن تلك المقولة ما هي إ لا‬
      ‫مقولة خاطئة ‪ ،‬بل إن هذا المقولة التي ورثناها من الغرب الذي يتشدق بالفضيلة وحقوق‬

 ‫المرأة ما هي إلاّ مقولة مهينة للمرأة ‪ ،‬فالمرأة ليست جارية للرجل يستعبدها لتصنع منه‬

 ‫عظيمًا في الوقت الذي تذهب هي فيه إلى عتمات التاريخ المظلم ‪ ،‬فالمقولة التي أراها‬
‫صحيحة من الناحية التاريخية هي "وراء كل أمة عظيمة امرأة !"‪ ،‬وأنا هنا لا أجامل النساء‬

‫على حساب الرجال ‪ ،‬وإنما أؤكد على استنتاجٍ توصلت إليه من خلال دراسةٍ لا بأس بهها‬
  ‫لأحداث التاريخ ‪ ،‬فلولا وجود امرأة عظيمة مثل خديجة لما قامت أمة الإسلام ! فالمرأة‬
  ‫في الإسلام هي كل المجتمع وليس نصفه كما يزعم البعض ‪ ،‬ومكانة المرأة في الإسلام‬
   ‫تفوق بكثير مكانة مثيلاتها في دول العالم المتقدم ‪ ،‬وقد عرفت سخصيًا مدى النعمة التي‬

‫تنعم بها المرأة المسلمة بعد أن رأيت بأم عيني ما تعانيه المرأة الأوروبية من ظلمٍ‬
  ‫واستعباد! فالمرأة في بعض الدول الأوروبية تضطر لنزع ملابسها قطعة قطعة لكي‬

‫تحصل على بعض "اليورووات " لطعامها مقابل أن تظهر في إعلالؤ تبدو فيه سبه عارية‬

‫بجانب سيارةٍ يشتريها الرجال ! هناك تضطر الفتاة لخلع ملابسها لكي تظهر عارية في‬

‫مجلة يستمتع بها الرجال لكي تاخد هي من صاحب المجلة ما تدفع به إيجار سقتها وما‬

‫بالاسمئزاز عندما رأيت نساءً يعرضن أنفسهن سبه عرايا‬  ‫تسد يه رمقها ! وكم أحسست‬

‫من وراء زجاج المحلات في إحدى المدن الأوروبية الكبرى ‪ ،‬وكأننا ما زلنا نعيش في‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237