Page 322 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 322

‫‪! ،00‬ل لمحظ!ا ‪ 4‬اهة الاللللاكا‬                                 ‫‪322‬‬
                                                   ‫"الفتمهيد"‬

‫"قد طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وفيه إلى يومنا هذا‪ ،‬فلم أر‬
‫بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور‬

                                                               ‫الدين"‬

‫(ابن الأئير)‬

   ‫هو ريحانة بلاد الشام ‪ ،‬وأستاذ صلاح الدين الأيوبي ‪ ،‬سماه بعض المؤرخين‬

‫"سادس الخلفاء الراشدين " لعدله ودينه وحسن سياسته ‪ ،‬هذا الرجل الذي لا يعرفه كثير‬
 ‫منّا هو الصانع الحقيقي لنصر حطين ‪ ،‬إننا نتحدث عن نورٍ أضاء اللّه به الدين في أشد‬
 ‫أوقات الأمة عتمة وسوادًا‪ ،‬إننا نتحدث عن نور الدين محمود ابن عماد الدين زنكي‪،‬‬

                                                                                    ‫المشهور باسم "نور الدين الشهيد" !‬
‫وقبل أن نبحر سويًا في سيرة هذا البطل العطرة ‪ ،‬أرى أن أقف قليلًا عند لقب "سادس‬

  ‫الخلفاء الراشدين "‪ ،‬فأنا لا أرى أن هذا اللقب ضحيح من الناحية التاريخية على‬
 ‫الإطلاق ! وليس هذا انتقاصًا من قدر هذا القائد العظيم الذي قدّم للإسلام الشيء‬
‫الكثير‪ ،‬بل لأن الذين يطلقون عليه لقب سادس الخلفاء الراشدين هم أنفسهم الذين‬

‫يطلقون على عمر بن العزيز رحمه اللّه لقب خامس الخلفاء الراشدين ‪ ،‬ومع إيماني اليقين‬

‫أن كليهما من أعظم من أنجبت أمة الإسلام ‪ ،‬إلا أن في هذه الألقاب انتقاص! كبير لأمير‬

‫المؤمنين الحسن ابن علي ا‪!7‬ال!إبرَ ‪ ،‬والذي كان خامس الخلفاء الراشدين بدليل حديث‬

‫رسول اللّه الذي نص فيه بأن الخلافة بعده ثلاثين عامًا‪ ،‬أما إذا أردنا أن نطلق لقب سادس‬

‫رسول اللّه ع!ي!‬  ‫الخلفاء الراشدين على أحدٍ من البشر‪ ،‬فالأوْلى إذَا أن نطلقه على صاحب‬

‫وكاتب وحي السماء معاوية بن أبي سفيان اء!طلنهيرَ والذي لو أنفق عمر بن عبد العزيز ونور‬
 ‫الدين زنكي وصلاح الدين كنوز الأرض في سبيل اللّه ما بلغوا شيئًا من فضله أو فضل‬
   317   318   319   320   321   322   323   324   325   326   327