Page 317 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 317
317 لمحي!و ا !ب!لمحا التا ايث! ،00
"بطلى معرحة حطين الباسلة"
والمسجد الأقصى ما زال محتلأ" " واللّه إني لأستحي من اللّه أن أضحك
(الناصر صلاح الدين)
لن أسلك مسلك أغلب الكتّاب في الحديث عن القائد المجاهد الناصر صلاح
الدين الأيوبي ،فأغلب الذين يتحدثون عن صلاح الدين الأيوبي يبدأون كلامهم بنصر
حطين ،أمّا أنا فلن أكتب شيئًا على الإطلاق عن معركة حطين الخالدة ،لسببين اثنين،
الأول هو أن الصغير قبل الكبير بات يعرف حكاية هذه المعركة الخالدة التي حرّر بها
صلاح الدين الأيوبي القدس من قبضة الصليبيين ،أم السبب الثاني فهو أنني في هذا
الكتاب لا أحاول أن أركز على ماهية النصر بقدر ما أحاول التركيز على كيفية النصر!
فالخطأ الكبير الذي وقع فيه بعض شبابنا في هذه الأيام أنهم يعتقدون أن النصر يأني في يومٍ
الشباب المساكين ن للسلاح ،والحقيقة التي يغفلها أولئك أحدهم وليلة بمجرد حمل
أ
القتال العسكري ليس إلا المرحلة الأخيرة من مراحل ضناعة النصر ،بل إن النصر يأني
أحيانًا من دون الحاجة لحمل السلاح أصلًا ! فالنصر لا يعتبر اكثر من خطوة صغيرة في
طريق طويل اسمه طريق صناعة النصر .والمتأمل في قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا
الصلاة والسلام يجد شيئًا عجيبا للغاية ،يجد أن اللّه سبحانه وتعالى على قدر عظمته
وقدرته عندما أراد أن يهلك فرعون ،لم يرسل ملك الموت إليه ليقبض روحه بلمح
البصر ،بل بدأ اللّه سبحانه وتعالى عملية ضناعة النصر بوحيٍ أوحاه إلى أم موسى ،ثم
بتربية موسى في بيت فرعون ،ثم بهجرته إلى مدين ،فرجوعه إلى مصر ،ثم مناظرته
لفرعون بالكلام الا بالسلاح إ) ،ثم بدعوته الشاقة والطويلة لبني إسرائيل ،ثم بخروجه
بهم من مصر ،ليلحقه فرعون بجيشه ،ليموت فرعون غرقًا في الماء ،ولينتصر موسى على
فرعون من دون أن أي قتال على الإطلاق ،والسؤال هنا :لماذا لم يُغرق اللّهُ فرعونَ من