Page 318 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 318
،00هل شلظما 4ا!ة الاللللا! 318
بداية القصة ؟ الجواب :لكي نتعلم أنا وأنت أن طريق النصر طريق طويل ،أما النصر بحد
ذاته فلا يحتاح إلا إلى ثوانٍ معدودة ،بل لا يحتاح أضلًا إلى جهدٍ يذكر كما رأينا في قصة
موسى ! ولعل استعجال النصر من كثير من الحركات الإسلامية المعاصرة التي حملت
السلاح ،هو سبب تفككها السريع وفشلها في تحقيق أي إنجازٍ يُذكر ،لا من الناحية
السياسية ،ولا من الناحية الدعوية ،اللهم إلا أنها ألقت بأبنائها في السجون ،وشوَّهت
ضورة الإسلام في أعين المسلمين وغير المسلمين ،من قصد أو من غير قصد!
وقبل أن نخوض في كيفية صناعة النصر على يد ضلاح الدين الأيوبي ،ينبغي علينا
أن نأخذ لمحة بسيطة عن تاريخ الحروب الصليبية ،والحقيقة أنني أحب أن أؤرخ بداية
الحروب الصليبية قبل بدايتها بشكل عملي بدعوة البابا (أوربان) لقتال المسلمين من
مدينة "كليرمونت " الفرنسية في اد ئم 2من في نوفمبر سنة 5فى 01م ( 488هـ) ،بل إنني
أرجع البداية الحقيقية للحروب الصليبية إلى ما قبل ذلك بكثير ،بل إلى ما قبل ولادة
محمد بن عبد اللّه ط! ،وبالتحديد إلى يوم الـ 02من مايو سنة 325م وهو اليوم الذي
عُقد فيه موتمر "نيقية " الذي أعلن فيه الصليبيون الحرب على المسلمين بقيادة
(اَريوس )! أما إذا أردنا التأريخ للحروب الصليبية بمفهومها الدارح ،ففعلأ بدأت تلك
الحروب من تلك المدينة الفرنسية بالتحديد (وربما يفسر هذا سبب عداء فرنسا بالذات
لكل ما هو إسلامي إلى هذا اليوم !) والملاحظ لهذا التاريخ الذي عُقد فيه موتمر
"كليرمونت " أنه تاريخ سبقه مرور ألف سنة كاملة على ميلاد السيد المسيح علض ،ولمن
لا يعرف الكثير عن تاريخ المسيحية عليه أن يعلم أن البابوات في روما كانوا يأخذون
الأموال من فقراء النصارى بعد أن أقنعوهم بأن يوم القيامة سيكون في سنة 0001م ،
فعندما جاءت هذه السنة لاحظ أولئك الفقراء -الذين باعوا بيوتهم وأملاكهم للكنيسة
لكي يشتروا بها صكوك الغفران -أن الأرض لم تتزلزل بهم البتة ! وأن السماء لم تنشق
سرقوا أموالهم بالباطل ،فأوهمهم عليهم ! ! فاكتشفوا أن رجال دينهم ما هم إلا لصوص
الباباوات أن الأمر يتطلب بعض الوقت حتى يستعد فيها الرب لهذه المهمة الشاقة،
ولكن شيئا لم يحدث ! وسنة بعد سنة كان بابا روما يخترع فيها كذبة جديدة ،وسنة بعد
سنة كان النصارى يتململون من كذب رجال دينهم ،حتى جاء الباب (أوربان ) بالحل،