Page 319 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 319
931 لمحي! 4ا !لإفى التا 1ايف! ،00
وهو أن يوجه أولئك الثوار إلى بلاد المسلمين قبل أن يثوروا على الكنيسة ! وفعلًا حدث
هذا ،فتوجهوا أولًا إلى (القسطنطينية ) ليقتلوا إخوانهم من الأرثوذكس في أبشع مذابح
شهدها الأرثوذكس في ناريخهم ،ولازالت هذه المذابح هي سبب القطيعة بين الكنيسة
الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية إلى يوم الناس هذا (قارن ما فعله الكاثوليك بإخوتهم
بالدين من قتل واغتصاب بما فعله فعله محمد الفاتح بالأرثوذكس عند دخوله
القسطنطينية من عفوٍ وتسامح !! !) ،وسنة بعد سنة استطاع الصليبيون أن يستولوا على
جل بلاد الشام ،ساعدهم على ذلك تفكك العالم الإسلامي ،قبل أن يصلوا أخيرا إلى
القدس في سنة 2و 4هـ ،وفي هذه المدينة المقدسة قتل الصليبيون الأطفال واغتصبوا
النساء ومثلوا بالشيوخ ،وهدموا المساجد ،وأحرقوا البيوت ،وذبحوا الاَلاف من شباب
المسلمين الأبرياء ،فاحتمى المسلمون بالمسجد الأقصى ظنًا منهم أن الصليبيين لن
يقتحموا الأماكن المقدسة ،وهذه هي مشكلة المسلمين المزمنة :يظنون أن كل الناس
لديهم نفس الأخلاق التي تعلموها من رسول اللّه ط!ئحؤ ! فقد اقتحم الصليبيون المسجد
الأقصى بخيولهم ،فقتلوا في ليلة واحدة 07 000 :مسلمٍ ما بين سيدة وقاصر وحتى
طفلة ! ووصل مستوى الدم في الحرم القدسي الشريف إلى ركب الخيول ،فسبحت
خيول الصليبيين الأنجاس بدماء أطفال المسلمين الطاهرة ! ! !
وفي سنة 532هـوُلد طفل كردي -في مدينة "تكريت " اسمه يوسف بن أيوب ،وهو
نفسه الذي سيحمل لقب صلاح الدين عندما يكبر! فنشأ ذلك الطفل تنشأةً إسلامية
خالصة ،ولما وصل إلى سن البلوغ ،أرسله والده إلى مدرسة المدينة ،فتعلم القراءة
والكتابة باللغة العربية ،وحفظ القراَن الكريم ،حتى أصبح صلاح الدين معروفًا بين
زملائه بالذكاء الشديد ،وهدوء الطبع ،وحبه الشديد للمطالعة ودراسة الكتنب.،
الشيء اللافت للنظر الذي لاحظته من خلال مطالعتي لسيرة صلاح الدين الأيوبي،
أنني وجدت أن والد صلاح الدين الأيوبي كان يقص عليه قصص الأبطال والمجاهدين
في أمة الإسلام ! ولعل هذا ما يؤكد صدق ما كنا قد ذكرناه سابقًا بالنسبة لأهمية التاريخ في
العظماء في هذه الأمة، صناعة الأبطال ،فلا بد لنا أن نربي أطفالنا منذ الصغر على قصص
!ي يخرح لنا ألف صلاح الدين ،ليعيدوا لنا مجد هذه الأمة.