Page 315 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 315
31 5 نحلإو ا !ب!د التا (إ!ن! ،00
فسيتنبط منها المسلمون أسباب النصر ،التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذه الفترة
الزمنية الحرجة.
وبطلنا الآن هو أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي ،والموحدون هم الذين
حكموا بلاد المغرب الإسلامي والأندلس بعد انهيار دولة المرابطين ،وأقف هنا قليلأ
عند بلاد المغرب ،فالمغرب الآن يواجه حملة شرسة من الصليبيين وأذنابهم من العملاء
لتلطيخ سمعة هذا البلد الإسلامي العظيم ،بل إننا بتنا نسمع في الآونة الأخيرة أبوافا قذرة
تنال من سمعة نساء المغرب الشريفات ،وليس عندي أدنى شك ،بأن الذي يطلق مثل
هذه الشائعات على نساء المغرب العفيفات يعلم علم اليقين أن تلك النساء هن نفس
النساء اللواني أنجبن رجالأ مثل يوسف بن ناشفين وأبو يوسف يعقوب المنصور
الموحدي ،أبو يوسف يعقوب المنصور الماريني ،ومحمد بن عبدالكريم الخطابي ،فاللّه
هذه الأمة. اللّه في سمعة نساء المسلمين ،والله اللّه في الدفاع عن أعراض
وقد يتعجب البعض إذا علم أن دولة الموحدين التي خرح منها بطلنا كانت في
الأساس دولة خبيثة ،فلقد تأسست هذه الدولة على يد رجل اسمه محمد بن تومرت ،
وابن تومرت هذا رجلٌ منحرف العقيدة والفكر ،تعلم في مدارس العراق الشيعية التي
كانت خليطا من فلسفات المجوس وفلسفات الإغريق ،فأخذ منها ما أخذ ،وأخذ من
المعتزلة ما أخذ ،حتى بات يعتبر نفسه بأنه هو المهدي المنتظر ،فذهب إلى المغرب ،
وأسس دولة الموحدين على أنقاض دولة المرابطين ،وأشاع فيها ذلك الفكر المنحرف ،
حتى جاء البطل أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي ،فأعلن فساد أفكار ابن تومرت ،
وبهذه الحركة التصحيصية ،ضمن أبو يوسف يعقوب بن منصور الموحدي النصر حتى
قبل أن يخوض أي معركة ،فليس عيبا أن يصحح الإنسان أفكاره إذا ما اكتشف أنها
خاطئة ،ولكن العيب كل العيب أن يستمر عليها الإنسان .
وفي هذا الوقت ظهر في في مملكة قشتالة ملك مجرمٌ اسمه ألفونسو الثامن،
وألفونسو هذا ليس ألفونسو الذي هزمه ابن ناشفين في معركة الزلاقة الخالدة ،فالنصارى
كانوا يكثرون من تسمية ألفونسو ،المهم أن ألفونسو هذا عاث فسادا في بلاد الأندلس
الإسلامية ،فقتل الشيوخ واغتصب النساء ،وقد تعودنا أن تستورد الأندلس النصر من