Page 320 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 320

‫‪ ،00‬هل لمحظ!ا ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                           ‫‪032‬‬

‫المهم أن أمير الشام لاحظ مدى شجاعة هذا الفتى ‪ ،‬فقام بتعيينه قائدًا في جنده ‪،‬‬

 ‫فأثبت صلاح الدين الأيوبي أنه أهل لهذه الثقة ‪ ،‬وتوالت انتصارات المسلمين على‬
‫الصليبيين ‪ ،‬غير أن المسلمين ما كانوا ينتصرون على جيوش الصليبيين حتى يعود‬

‫الصليبيون من جديد أكثر تسليحًا من سابق عهدهم ! فلمّا فتس المسلمون على مصدر‬

‫هذه الإمدادات الهائلة التي تأني للصليبيين ‪ ،‬وجدوا أنها تأتيهم من قومٍ ينتسبون إلى‬

       ‫الإسلام ‪ ،‬ولكنهم يحملون في قلوبهم مرضًا لا يستطيعون التخلص منه أبدًا‪ ،‬مرض‬

‫اللّه‬  ‫عادة عند الشيعة لا يستطيعون تغييرها أبدًا‪ ،‬وصدق‬  ‫الخيانة ! وكأن الخيانة أضبحت‬

‫العظيم إذ قال " أتواصوا به " أي هل أوصى كل واحدٍ منهم الاَخر على نفس العمل‬
 ‫لدرجة أصبح فيها ذلك شيئًا متكررًا في التاريخ ؟ ! وقد كنت أظن فيما مضى أن مشكلة‬
‫الشيعة هي فقط مع عائلة بني أمية ‪ ،‬إلا أنني تفاجأت في هذه السنة بالتحديد أن الشيعة‬

     ‫يطلقون على صلاح الدين الأيوبي اسم خراب الدين الأيوبي ! ! وواللّه إني عاشرت‬
 ‫العرب والعجم ‪ ،‬الأوروبيين منهم والأمريكان ‪ ،‬وقابلت أقوامًا من جنسياتٍ أذكر بعضها‬

‫وأنسى معظمها‪ ،‬فما وجدت منهم إلا الاحترام الشديد لسيرة هذا البطل الإسلامي الذي‬
‫شهد العدو له قبل الصديق ببسالته وسموّ أخلاقه ‪ .. ........ ..‬إلا الشيعة ! وكأن لا همّ‬

                                                                                                   ‫لهم في الدنيا إلا الطعن في رموز هذه الأمة إ ! !‬

‫أما نصر حطين فلم يبدأ من يوم المعركة بالتحديد‪ ،‬بل بدأ من اليوم الذي قرر فيه‬
‫ضلاح الدين الأيوبي التخلص من خيانات الشيعة المتمثلة بالدولة العبيدية (الفاطمية )‪،‬‬

  ‫وهذا درم! يجب علينا أن نتعلمه من ضلاح الدين إذا ما أردنا أن ننتصر كما انتصر هو‬

  ‫على الصليبيين ‪ ،‬ففيئ عصر ضلاح الدين كان الصليبيون يحتلون القدس ‪ ،‬وعلى الرغم‬
   ‫من ذلك لم يحارب ضلاح الدين الصليبيين أولًا‪ ،‬بل حارب الدولة الشيعية أو‪ ،،‬وهذا‬
‫شيء تكرر مع كل قادة المسلمين الذين صادف عصرهم ظهور عدوين أحدهما الشيعة‪،‬‬
   ‫فواللّه ما رأيت أحدهم يبدأ إلا بخونة الشيعة ‪ ،‬وبعد ذلك ينتصر بكل سهولة على العدو‬
   ‫الاَخر‪ ،‬وما قصة السلطان العثماني سليم الأول رحمه اللّه ببعيدة عنا‪ ،‬عندما ترك‬

     ‫الصليبيين البرتغاليين ‪ ،‬ليقاتل الخونة الصفويين في إيران ‪ ،‬فما أن دمّر سليم الأول دولة‬

‫اللّه العظيم إذ يقول في‬  ‫إسماعيل اكمحنفوي ‪ ،‬حتى هر! الصليبيون من دون قتال ‪ ،‬وصدق‬
   315   316   317   318   319   320   321   322   323   324   325