Page 334 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 334

‫‪ ،00‬هل شل!ا ‪ 8‬اهةْ الاللللاكا‬                  ‫‪334‬‬

‫((فما خل! مؤهن يسمع بي ول! يراني إل! أحبني ا"‬

                                           ‫" أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله وأحفظنا لحديثه"‬
    ‫(عمر بن الخطاب )‬

   ‫في السنة العاشرة من البعثة النبوية ‪ ،‬قدم إلى مكة سيدٌ من أعظم أشرأف اليمن‬
   ‫وشعرائها يقال له ‪( :‬الطفيل بن عمرو الدوسي )‪ ،‬فما إن وصل مكة حتى استقبلته قرينث!‬
     ‫استقبالًا يليق بسيدٍ من سادات العرب ‪ ،‬وبينما هو بينهم اقتربوا منه ليحذروه من رجلٍ من‬

     ‫بني هاشم اسمه محمد بن عبد اللّه قائلين له ‪" :‬يا طفيل ‪ ....‬إنك قدمت بلادنا‪ ،‬فأحببنا أن‬

     ‫نحذرك من رجلٍ ظهر في قومنا‪ ،‬وقد فرق جماعتنا‪ ،‬وشتت أمرنا‪ ،‬وإنما قوله كالسحر‬
        ‫يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته ‪ ،‬وإنا نخشى‬

  ‫عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا‪ ،‬فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا !! وظلَّ كفّار‬
     ‫قريش يحذرون هذا السيد اليماني حتى خاف بالفعل وقرَّر في نفسه أن لا يسمع من ذلك‬

    ‫الرجل ولا يكلمه بأي شيء‪ ،‬ليس ذلك فحسب ‪ ،‬بل إن الة قريش الإعلامية خؤَفت هذا‬
    ‫الرجل الغريب من ذلك (الإرهابي ) لدرجةٍ جعلت الطفيل يحشو أذنيه بشيء مثل القطن‬
    ‫حتى لا يسمع شيئًا من ذلك الرجل ! فانطلق الطفيل إلى الكعبة ‪ ،‬فإذا رسول اللّه !و قائم‬
     ‫يصلي عند الكعبة ويتعبد‪ ،‬فقام الطفيل منه قريبًا‪ ،‬فأبى اللّه إلا أن يسمعه بعض قوله‬
      ‫بالرغم من أن أذنيه محشوتان بالقطن ‪ ،‬فسمع الطفيل كلاما حسنا‪ ،‬فقال في نفسه ‪" :‬واثكل‬
   ‫أمك يا طفيل ! واللّه إنك لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليك الحسن من القبيح ‪ ،‬فما‬
      ‫يمنعنك أن تسمع من هذا الرجل ما يقوله ‪ ،‬فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ‪ ،‬وإن كان‬
  ‫قبيحا تركته !! فمكث الطفيل يستمع خفية إلى الرسول حتى انصرف إلى بيته ‪ ،‬فتبعه‬
      ‫الطفيل سرًا‪ ،‬حتى إذا دخل بيته دخل عليه وقال ‪" :‬يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا‪،‬‬
‫فواللّه ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ‪ ،‬ثم أبى اللّه‬
   329   330   331   332   333   334   335   336   337   338   339