Page 335 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 335

‫‪335‬‬                        ‫إبف!‬                                                                          ‫التا‬  ‫نحل!! ا !لمحا‬  ‫‪،00‬‬
                                                                                                      ‫ا‬

‫إلا أن يسمعني قولك ‪ ،‬فسمعته قولا حسنا‪ ،‬فاعرض علي أمرك " فعرض عليه رسول اللّه‬

‫الإسلام وتلا عليه القران ‪ ،‬ويقول الطفيل وهو يروي هذه القصة ‪" :‬فلا واللّه ما سمعت‬

‫شهادة الحق لما ‪ .‬وبعد ذلك‬  ‫قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه ‪ ،‬فأسلمت ‪ ،‬وشهدت‬

‫رجع الطفيل بن عمرو الدوسي إلى اليمن وأخذ يدعو قومه للإسلام ‪ ،‬حتى جاءت السنة‬
  ‫السابعة لل!جرة ‪ ،‬فتفاجأ المسلمون بمجيئ الطفيل بن عمرو الدوسي بسبعين عائلة من‬

‫أهل اليمن أسلموا كلهم على يديه ! كان من بينهم شاب نحيل لم يتجاوز اد ‪ 26‬من عمره‬

‫تبدو عليه ملامح الفقر المتقع والبؤس الشديد اسمه ‪( :‬عبد الرحمن بن صخر الأزدي )‪،‬‬
 ‫كانت له هرة صغيرة يحملها على كتفيه يطعمها ويعطف عليها‪ ،‬ستصبح فيما بعد أشهر‬

‫هرةِ خلقها اللّه منذ بداية الخلق ‪ ،‬فلقد كنّى الناس هذا المسكين ب (أبي هريرة )‪ ،‬وهو نفس‬

‫الاسم الذي سيتردد بعد ذلك في سجل العظماء إلى يوم القيامة ‪ .‬وقبل أن نغوص اكثر في‬

‫قصة هذا الشاب الرائع ‪ ،‬أستسمح القارئ الكريم عذرًا لنقف قليلًا عند قصة إسلام السيد‬

‫العظيم الطفيل ابن عمرو الدوسي رضي اللّه عنه وأرضاه ‪ ،‬والحق أقول أن هذه القصة لها‬

  ‫دلائل عظيمة يصعب حصرها‪ ،‬ولكن الملاحظة المهة هي أن الكفار شوّهوا صورة‬

   ‫الإسلام وصورة رسول اللّه جمبثو لدرجة دفعت هذا السيد الشاعر أن يحشو أذنيه بالكرفس‬
‫خوفَا من ذلك الرجل المسلم الذي صورته "وكالات الأنباء القرشية " ب "الإرهابي‬

‫الخطيرإ"‪ ،‬فلم يكتفِ اللّه سبحانه وتعالى بأن جعله مسلمًا فحنسب‪ ،‬بل جعله سببًا‬

‫لإسلام أبي هريرة ‪ ،‬أعظم "وكالة أنباء" إسلامية في التاريخ الإسلامي بأسره ! وكأن هذه‬

‫القصة تفسر قول اللّه تعالى ‪" :‬يريدون ليطفؤا نور اللّه بأفواههم واللّه متم نوره ولو كره‬

‫الكافرون " ولاحظ هنا أن اللّه قال "بأفواههم "‪ ،‬والفوه ‪ -‬أي الفم ‪ -‬هو مصدر الكلام‬

‫والدعايات ‪ ،‬فما أشبه اليوم بالأمس ! فلا تكاد تجد وسيلة إعلام عالمية حتى تجد أمامك‬

‫تشويه مخيف لصورة المسلمين ‪ ،‬فأبشروا عباد اللّه بفتحِ قريب ‪ ،‬كالفتح الذي جاء به‬
‫الطفيل بن عمرو الدوسي جزاه اللّه حْيرَا‪ ،‬والذي ربّما لو لم تذكر له قريس محمدًا‪ ،‬لما‬
 ‫استمع إليه أصلًا‪ ،‬ولما جاء بعد ذلك بأبي هريرة أكثر من نقل حدلث رسول اللّه !يّ! على‬

   ‫وجه البرية ‪ .‬وإذا كان المرء قد تعجب من قصة "ذي النور" الطفيل ابن عمرو الدوسي‬
   ‫رضي اللّه عنه وأرضاه ‪ ،‬فإن المرء ليتعجب أكثر من قصة أبي هريرة نفسه ! فعبد الرحمن‬
   330   331   332   333   334   335   336   337   338   339   340