Page 340 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 340
،00هل لحظ!ا 8اهة الإللللاكا 034
(الا ي!ح!س!ا إلاّ مؤمن ،ولا يبغضدهم إلاّ منافق"
"فوالذي بعنك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر
فخضته لخضناه معك ،ما تخلف منا رجل واحد"
(سعد بن معاذ الأنصاري )
على الرغم من ذكري للصحابة في بداية هذا الكتاب ،إلا أنني رأيت أنه لا يستقيم
أبدًا أن أكتب كتابًا عن العظماء من أمة ال!!ملام من دون أن تكون هذه الفئة البشرية
النادرة إحدى النماذح العظيمة التي يجب أن تأخذ بعض حقها في هذا الكتاب ،فالأنصار
حالة استثنائية من الصحابة ،أو بالأضح حالة استثنائية من البشر ،فلقد تميزالأنصار بميزة
ميَّزتهم عن بني ادم كلِّهم ،هذه الميزة !بمب ميزة "الإيثار" ! والإيثار :يعني أن تعطي غيرك
كل ما لديك وأنت في أمس ا(!حاجة إليه ! ولنستمع الى قول اللّه يفسر لنا هذه الخاضية
( :وَاَلَّذِينَ تًؤَءُو آلذَارَ ؤا لإيمَنَ مِن فتلِلامجونَ مَق هَاجَرَإِلَئهِتم وَلَا يجَدُونَ فِى للأ نصار العجيبة
شِضَاَ أُوتُوأ وَيُؤثِرُوتَ عَكَ أَنفُسِهِمْ وَلَؤ؟نَ بِهِمْ خَصَاصحَه"وَمَن يُوقَ شُغَ نَفسِهِء فَأُؤلَيكَ صحُدُورِهِمْ صَاجَة
هُمُ اَلمحفلِحُوتَ ! ! أ الحشر ،،9 :والخصاصة لغة تعني الفقر ،فالحقيقة التي تغيب عن
كثيرٍ منّا أن الأنصار كانوا فقراء شديدي الفقر ،وربما ظنهم البعض أغنياءً من كثرة
عطاءاتهم لإخوانهم من المهاجرين ،وسرّ فقر الأنصار يكمن في كونهم أصلًا من
المهاجرين ! فالأنصار جزءٌ من قبيلة "الأزد" اليمانية التي كانت تسكن في اليمن السعيد
مستفيدة من الرخاء الإقتصادي الذي كان يوفره لهم سد مأرل! ،ولكن مع انهيار سد
مأرب عام 542م ،دخلت اليمن في مرحلة كبيرة من القحط والفْقر ،فلقد أرسل اللّه على
اليمن سيلًا سُمّي ب "سيل العَرِم " وهو السيل الذي ذكره الله في القران بقوله ( :فَأَعرَضُوأ
بذلك كل البساتين والكروم والحدائق التي أسَبا 16 !،) :فهلكت فاَزسَقنَا عَلَتهِمْ سَيلَ اَتعَرِم
بقي السبئيون يرعونها لعدة قرون ،فعانى السبئيون بعد انهيار السد من فترة ركود طويلة