Page 341 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 341

‫‪344‬‬                   ‫نحلإ ‪ 4‬ا !ب!د التا ابث!‬  ‫‪،00‬‬

‫لم تقم لهم قائمة بعدها‪ ،‬لتهاجر القبائل اليمانية من اليمن بعد أن انعدمت سُبل الحياة‬
                                                                         ‫هناك ‪ ،‬وكان فيمن هاجر قبيلة يقال لها "قبيلة الأزد"!‬

‫والأزد هو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن‬

‫يعرب بن قحطان بن عابر (وهو هود لجض ) ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه‬
‫وعلى نبينا السلام ‪ .‬فهاجرت قبيلة الأزد إلى الشمال ‪ ،‬فانقسمت عدة انقسامات ‪،‬‬

  ‫فاستوطن فرع منها يُسمى ب "الغساسنة " جنوب سورية وشمال الأردن ليكونوا مملكة‬

‫"الغساسنة "‪ ،‬وسكن في مكة فرعٌ اَخر لم يستطع أن يكمل الهجرة إلى الشمال فتخزّع (أي‬
‫تأخّر) في الطريف فسُمّي لذلك ب "خزاعة "‪ ،‬وسكن قسم ينتمي لرجل اسمه عمرو بن‬

 ‫عبد اللّه في المنطقة التي تعرف ببلاد "غامد" في السراة وشبه السراة وتهامة ‪ ،‬وقد وقع بين‬
‫عمرو هذا وبين عشيرته شر فتغمّد ذنوبهم ‪ -‬أي غطاها ‪ -‬ومنه الغمد‪ ،‬فسميت قبيلتهب‬
‫"غامد"‪ ،‬واستوطن أزدي اخر اسمه عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد ويقال له "الباقم"‬

‫بوادٍ خصيب ذي زرع وافر يقع شرقي مدينة مكة اسمه "وادي تربة " (وإليه يُنسب الترابين‬
  ‫أجداد مؤلف هذا الكتاب !) أما القسم الأهم والذي يعنينا هنا هو قسم استوطن مدينة‬
 ‫"يئرب " شمال الحجاز‪ ،‬هذا القسم كان ينقسم بدوره إلى قبيلتين هما "الأوس "‬
   ‫و"الخزرح " وهما من أولاد خزرح بن حارئة بن ثعلبة بن عمرو ابن عامر بن امرئ القيس‬

‫بن ثعلبة بن مازن بن الأزد‪ ،‬وهم الذين سينصرون بعد ذلك الله ورسوله ‪ ،‬ليسمّوا باسم‬

                      ‫جديدٍ سيبقى محفوزا في ذاكرة التاريخ ‪ :‬الأنصار !‬

‫وفي الوقت الذي امتنعت فيه أعظم القبائل من نصرة رسول اللّه ك!ي! حتى بعد‬

‫معرفتهم بصدق دعوته (كقبيلة "شيبان " مئلًا) عرض " الأوس " و"الخزرح " على رسول‬

‫الآن خمس عوامل ساعدت‬  ‫الله إيواءه ونصرته في مدينتهم بسرعة مدهشة إ‪ ،‬وسأعرض‬

                      ‫على الإسلام السريع للإنصار‪:‬‬

                      ‫العامل الأول ‪ :‬اليهود !‬

‫قد يعجب البعض أن "اليهود" كانوا أهم عنصرٍ عمل على إسلام الأنصار السريع إ‪،‬‬

‫فلقد كان اليهود يهددون الأوس والخزرح بأنهم سيقتلونهم قتل عاد وإرم عندما يأني نبي‬

‫في مكة‬  ‫اَخر الزمان الذي سيتبعونه إ ! فما إن اجتمع رسول اللّه بنفرٍ من الأوس والخزرح‬
   336   337   338   339   340   341   342   343   344   345   346