Page 342 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 342

‫‪ ،00‬هل !الظما ‪ 4‬اهة ا لإطللاكا‬                                                                                                                                 ‫‪342‬‬

  ‫يدعوهم للإسلام حتى قال بعضهم لبعض ‪! :‬يا قوم‪ ،‬تعلمون واللّه إنه للنبي الذي تدعوكم‬
 ‫به اليهود‪ ،‬فلا تسبقنكم إليه " فأعلنوا إسلامهم على التو واللحظة ‪ .‬ولكن السؤال الذي‬
‫غاب عن ذهن الكثيرين من دارسي السيرة ‪ ،‬ألا يستغرب البعض بأن اليهود استوطنوا‬
 ‫لايثرب" بالذات وما حولها من بلدات مثل ‪ 9‬خيبر" و"تيماء"؟ ! ! الحقيقة أن أليهود كانوا‬

  ‫ينتظرون نبي اَخر الزمان في تلك المنطقة لعلمهم بانه سيهاجر إليها‪ ،‬ولقد رأينا في قصة‬
‫سلمان الفارسي أن ضاحب عمورية أوضاه بالهجرة إلى يثرب وإن لم يحددها بالاسم‪،‬‬

 ‫ولقد وجدت في "الكتاب المقدس " شيئًا عجيبًا يدل على معرفتهم التامة بمكان هجرة‬

‫الرسول ‪ ،‬فقد ورد في (سفر أشعياء) الإضحاح ‪ 21‬ما يلي ‪(" :‬وحي من جهة بلاد العرب ‪.‬‬
      ‫في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين ‪ 13‬هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان‬

    ‫ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه ‪ 14‬فانهم من امام السيوف قد هربوا ‪ .‬من امام السيف‬
‫المسلول ومن امام القوس المشدودة ومن امام شدة الحرب ‪ 115‬فانه هكذا قال لي السيد‬

    ‫في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار ‪ ) 16‬وتنماء تقع شمال المدينة ‪ ،‬والمتمعن‬
  ‫لهذا الإضحاح يرى فيه قصة الهجرة التي هاجر فيها المسلمون خوفًا من بطس قريس‪،‬‬

‫"في مدة السنة دا بعد الهجرة ‪،‬‬  ‫وقيدار اسم من أجداد قريس‪ ،‬بل يجد أيضَا حربَا ستحدث‬

                                ‫بعدها معركة بدر الكبرى ! ! !‬  ‫وهي المدة التي حدثت‬

                                                ‫الثاني ‪ :‬يوم بُعاث‬  ‫العامل‬

‫وهو اسم لمعركة طاحنة وقعت بين أبناء العمومة من الأوس والخزرح بمكيدة من‬

‫يهود يثرب قبل الإسلام بخمس سنوات فقط ! قتل فيها أعظم زعمائهم وقادتهم الكبار‪،‬‬

‫فاحس الأوس والخزرح أنهم بحاجةِ إلى رجلِ حكيمِ نوحّد ضفوفهم من جديد‪ ،‬فكان‬
                                                                                        ‫رسول الثه ع!ص بمثابة المنقذ للأنصار‪.‬‬

                                                                                                                            ‫العامل النالث ‪ :‬الجذور النمانْية!‬

‫وهو عنصر مهم أيضَا‪ ،‬فسكان اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبَا من باقي القبائل‬

‫العربية ‪ ،‬واليمنيون هم من رعاة الغنم ‪ ،‬والعرب العدنانيون من قرينثبى وغيرهم من رعاة‬
‫الإبل ‪ ،‬فالملاحظ أن رعى الغنم بالذات يحتاج! إلى السكينة والهدوء والتأمل الطويل‬

‫‪( :‬وَأَهشُ بِهَا عَكَ غَنَمِى !و ‪ ،‬وهذا الحديث‬  ‫الهذا رعى كل الأنبياء الغنم !) كما قال موسى‬
   337   338   339   340   341   342   343   344   345   346   347