Page 347 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 347
347 ، 00لمحي!! ا !ب!د ا لقا الف!
الأشرف ؟ ! ! فإنه آذى اللّه ورسوله " عندها وقف هذا الشاب الأسمر الذي كان من بين
القلائل من العرب الذين كانوا يحملون اسم "محمد" قبل الإسلام ،فقال محمد بن مسلمة
لمحمد بن عبد اللّه " :أنا له يا رسول الله " ،فما هي إلا أيام حتى انطلق هذا البطل في عملية
فدائية إلى عقر دار العدو ليرجع حاملًا رأس ذلك المجرم ! وفي الحديبية وبينما كان
المسلمون نائمون ،تسللت مجموعة مقاتلة من شباب قريش مكونة من خمسين فارسٍ في
عتمة الليل إلى معسكر المسلمين ليباغتوهم وهم نيام ،وإذ بهم يُصعقون برجل أسمر
يحيط بهم بمن معه من الفرسان الساهرين ،ليقيدوهم ويربطوهم بالأحبال جميعًا ،لقًد كان
ذلك الفارس الأسمر هو قائد العمليات الخاصة للمسلمين الذي لا ينام محمد بن مسلمة
اللّه هذا القائد العسكري لينزل الله قرأنا يخلد هذه العملية البطولية .ولقد أمَّر رسول
الأعجوبة على نحو 51سرية ! وكان يرسله أيضًا ليأني بالصدقات من الإمارات الإسلامية.
وقد شارك محمدٌ محمدًا في كل الغزوات المحمدية ،إلا في تبوك عندما أوكله رسول اللّه
قائدًا !بَّز قيادِة جبهة المدينة في غيابه .أما في عهد أبي بكر فقد كان هذا البطل الأسطوري
من قادة الجيوش الإسلامية المحاربة للمرتدين ،وفي عهد عمر بن الخطاب ،وعندما طال
حصار المسلمين لمصر ،بعثه الفاروق على رأس كتيبة فدائية تضم من بين رجالها الرجل
الأسطورة الزبير بن العوام ،لتستطيع هذه الوحدة الفدائية بمجرد وصولها إلى أرض مصر
من تحقيق النصر .أما الفاروق فقد عينه بمنصب "المفتس العام على ولاة الإمبراطورية
الإسلامية " ،ليدور هذا القاند بين الولايات الإسلامية ،لنضمن تطبيق ولاتها لأحكام
الشريعة ،وحكمهم بالعدل بين رعيتهم.
والحقيقة أن أغرب مهمة قرأتها في سيرة هذا القائد الإسلامي :هي المهمة التي
أوكلها إليه الفاروق في "الكوفة " بعد شكوى وصلته من أهلها أعتبرها أنا أوقح شكوى
بعثها شعبٌ في تاريخ الأرض ! فلقد اشتكى أهل الكوفة الخونة (والذين سيُسمّون
بالشيعة بعد ذلك بسنوات ) أن واليهم لا يُحسن الصلاة بشكل صحيح ! الشىء الذي
يدعو للاشمئزاز حقًا من أهل الكوفة ،أن هذا الوالي الذي يذَعون أنهم يفهْمون في
الصلاة اكثر منه ،هو نفسه الرجل الذي أدخل الإسلام إلى أرض أولئك السفلة ! ! !
. . .. .. يتبع