Page 348 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 348

‫‪ ،00‬هل لمحظ!ا ‪ 4‬اهة الإللللا!‬                                                        ‫‪348‬‬

                     ‫"يطلع عليكم الإن رجل مق أهل الجنة ))‬
                                  ‫مدمِّر الإمبراطورية الفارسية‬

                          ‫"بسم اللّه الرحمن الرحيم"‬
‫"من سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬

‫اللّه وبركاته ‪ . . . .‬وبعد‪،‬‬  ‫السلام عليكم ورحمة‬

‫فإن اللّه نصرنا على أهل فارس‬

‫ومنحهم سنن من كان قبلهم من أهل دينهم بعد قتال‬
 ‫طويل ‪ ،‬وزلزال شديد‪ ،‬وقد لقوا المسلمين بعدة‬

                                     ‫لم يَرَ الراءون مثل زهائها فلم ينفعهم اللّه بذلك ‪ ،‬بل‬
                                    ‫سلبهموه ونقله عنهم الى المسلمين ‪ .‬وقد اتبعهم‬
                                ‫المسلمون على الأنهار‪ ،‬وعلى طفوف الآجام‪ ،‬وفي الفجاج "‬

‫كان ذلك الشيخ العربي الفقير يخرح كل صباح بعد صلاة الفجر إلى الصحراء‬
‫القاحلة على حدود المدينة ليبقى هناك حتى انتصاف النهار وهو يحدّق قبالة المشرق ‪،‬‬
 ‫حتى جاء ذلك اليوم الذي شاهد فيه من بعيد فارسًا عربيًا على ظهر ناقة عربية أصيلة‬
 ‫تسرع الخطى نحو المدينة ‪ ،‬فركض نحوه ذلك الشيخ الفقير يسلم عليه ويسأله من أين‬

  ‫أتى ‪ ،‬ليجيبه ذلك الفارس العربي أنه قد أتى من القادسية في أرض العراق رسولًا من‬
   ‫القائد الأعلى للقوات الإسلامية المجاهدة هناك ‪ ،‬فتغير وجه ذلك الشيخ قبل أن يسأل‬
    ‫الفارس العربي بلهفة قائلًا‪ :‬يا عبد اللّه حدثني ماذا فعل المسلمون ؟ فنظر إليه ذلك‬

‫ونظرة ثاقبة وقال له ‪ :‬أيها الشيخ الطيب ‪ . . .‬لقد هزم اللّه‬  ‫العربي بعينيه السوداوين‬  ‫الفارس‬

‫العدو! أما الاَن فدعك عني ‪ ،‬فاني على عجلة من أمري أريد إيصال كتاب النصر من سعد‬

‫بن أبي وقاص إلى خليفة المسلمين ‪ .‬وما أن فرغ ذلك الفارس من قولته تلك حتى انطلق‬

‫على ظهر ناقته مسرغا نحو المدينة ‪ ،‬وذلك الشيخ الفقير يجري وراءه كالطفل الصغير‬
   343   344   345   346   347   348   349   350   351   352   353