Page 350 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 350

‫هل لمحاليا ‪ 4‬ا هة ا لاللللاكا‬  ‫‪،00‬‬                            ‫‪035‬‬

‫الأبصار‪ ،‬فنحن في صدد الحديث عن خالِ رسول اللّه ‪ ،‬وأحد العشرة‬  ‫القلوب ‪ ،‬ولتشخص‬

‫المبشرين بالجنة ‪ ،‬وأحد الثمانية السابقين للإسلام ‪ ،‬وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد‬

‫أبي بكر الصديق ‪ ،‬وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب قبل‬

‫موته ‪ ،‬وأول من رمى سهمًا في تاريخ الإسلام ‪ ،‬وأحد البدريين ‪ ،‬وأحد اد ‪ 0014‬صحابي‬

‫الدعوة المستجابة ‪ ،‬والذي فداه النبي بأبيه وأمه‪،‬‬  ‫من أصحاب بيعة الرضوان ‪ ،‬وصاحب‬

‫إنه القائد الذي حطم أسطورة فارس بكتائب الخلاص ‪ ،‬إنه رمز البطولة والإخلاص ‪ ،‬إنه‬

                                                 ‫البطل سعد بن أبي وقاص !‬

‫والحقيقية أنني لم أحتر في إيجاد مقدمة أدخل بها لقصة بطلٍ من أبطال الكتاب المائة‬

‫بطولاته ليست‬  ‫بمثل ما احترت في إيجاد مقدمة أقدِّم بها هذا الصحابي العظيم ‪ ،‬فقصص‬

     ‫فقط كثيرة ‪ ،‬بل هي بالإضافة إلى ذلد‪ ،‬بالغة العظمة ‪ ،‬فصار من الصعب بل من المستحيل‬
‫الاختيار ما بينها‪ ،‬فضلًا من أن أستطيع أن أحصرها ! إلا أنني أرى في القصة التالية أمرًا‬

   ‫يمكنه أن يفسر لنا كيفية تكون شخصية هذا العملاق الإسلامي العظيم ‪ ،‬فهذه القصة‬

   ‫حدثت معه في أخطر سنٍ يمر به الإنسان ‪ ،‬وهي المرحلة التي يبين فيها علماء النفس‬
   ‫المعاصرون أنها السن التي يبني فيها الإنسان شخصيته التي سترافقه طيلة حياته ‪ ،‬هذه‬
 ‫السن سماها العلماء النفس ب "سن المراهقة " وهي الفترة العمرية من سن ‪ 1 1‬سنة إلى‬
‫سن ‪ 21‬سنة ‪ ،‬وسُمِّيت بذلك لقربها من مرحلة النضوح الفكري ‪ ،‬ففعل "راهق" بالعربية‬

                                                                                                    ‫يعنى اقترب من الشيء‪.‬‬
  ‫فعندما كان سعد بن أبي وقّاص مراهقًا في السابعة عشرة من عمره ‪ ،‬أسلم هو وأربعة‬
‫من المبشرين بالجنة على يد أبي بكر جزاه اللّه كل خير‪ ،‬عند ذلك علمت أمه بإسلامه‪،‬‬

     ‫وقد كان يحبها اكثر من نفسه ‪ ،‬فحاولت رذَه إلى دين الأجداد دون جدوى ‪ ،‬فلمَّا أخفقت‬
‫جميع محاولات رده وصده عن الإسلام ‪ ،‬لجأت أمه إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في‬

  ‫أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه إلى وثنية أهله وذويه ‪ .‬فلقد أعلنت إمه إضرابها الكلي‬
    ‫عن الطعام والشراب حتى يعود سعد إلى وثنيته ‪ ،‬أو تموت هي فيعايره العرب بأنه سبب‬
  ‫موت أمه ! ومضت هذه الأم في تصميم مستميت تواضل إضرابها عن الطعام والشراب‬

‫حتى وصلت على الهلاك ‪ .‬وحين كانت تشرف على الموت ‪ ،‬أخذه بعض أهله إلي أمه‬
   345   346   347   348   349   350   351   352   353   354   355