Page 352 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 352

‫‪ ،00‬هل لمحظما ‪ 8‬اهة الإسلاه‬                             ‫‪352‬‬

‫ن‬                          ‫العجائب‬  ‫عجيبة بقوله ؟ "فمن‬  ‫وقد ذكر (الإمام الذهبي ) في " سير أعلام النبلاء" قصة‬
                        ‫أ‬

‫سعدًا رمى بسهم ثلاث مرات يقتل بكل سهم ويعود السهم إليه ويرمي به ‪ ،‬أي أنه كان‬

‫يأخذ سهمًا فيرمي به في المشركين فيقتل رجلًا‪ ،‬فيأخذ المشركون السهم فيعيدونه لسعد‬

‫فيرمي به فيقتل به مرة ثانية ‪ ،‬فيعيدون له السهم فيقتل ثالثة !" وقد افتخر سعد بهذه‬
                                                                                                                              ‫الموهبة بقوله‪:‬‬

       ‫ألا هل قد أيى رسول اللّه أني حمنت صحابتي بصدور نبلي‬

                           ‫برمي يا رسول اللّه قبلي‬      ‫فما يعتد رامٍ من معدٍ‬

  ‫وفي أحد‪ :‬كنا قد ذكرنا في معرض حديثنا عن (طلحة بن عبيد اللّه ) أنه كان أحد بطلين‬
‫ثبتا بجانب رسول اللّه عندما حاصره المشركون ‪ ،‬وكنت قد تركت اسم البطل الثاني معلقًا‬

‫محاولة مني لتشويق القارئ الكريم كي لا يضيق ذرعًا بهذا الكتاب الطويل ‪ ،‬واعدًا إياه‬

‫بذكر اسم ذلك البطل في نهاية هذا الكتاب ‪ ،‬وبما أن هذا الكتاب قد شارف على النهاية‬
    ‫بالفعل ‪ ،‬فإن الوقت قد جاء للوفاء بالوعد‪ ،‬فلقد كان ذلك البطل يُدعى ب (سعد بن مالك‬

‫بن أ!مميب ) والذي عُرف بالتاريخ باسم (سعد بن أبي وقاص ) ! ففي الوقت الذي كان فيه‬
  ‫طلحة يبارز بسيفه كالأسد الثائر فرسان المشركين من أحد الجوانب ‪ ،‬تناول سعد قوسه‬
 ‫في الجانب الاَخر ليصوب ناظريه على الجنود المتقدمين وكأنه الصقر الجارح ‪ ،‬فأخذ‬

‫يرمي بسهامه كل من سولت له نفسه الاقتراب من حبيبه ورسوله ‪ ،‬ورسول اللّه يناوله‬

‫من دقة إصاباتها ويقول له ‪ " :‬ارمِ‬                       ‫السهام بيديه الطاهرتين وينظر إلى ضرباته ويضحك‬

                                                        ‫سعد‪ ،‬فداك أبي وأمي " !‬

‫وفي سنة ‪ 15‬هـالموافق ‪ 635‬م ‪ ،‬وصلت أخبار إلى المدينة أن كسرى يحضر بنفسه‬

‫جيشًا عرمرمًا لكي يرسله إلى م!ينة رسول اللّه ع!‪ ،‬فينهي بذلك الإسلام من الوجود‪،‬‬

‫فعقد الخليفة عمر ابن الخطاب اجتماعًا طارئًا للقيادة العليا في الدولة الإسلامية يضم‬

‫بين أفراده رجالًا عمالقة مثل عثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬فقرر القائد البطل‬
‫عمر بن الخطاب أن يتقدم بجيوش المسلمين بنفسه إلى أرض فارس قبل أن يأني الفرس‬
‫إلى مدينة رسول اللّه !ص ‪ ،‬إلا أن علي بن أبي طالب خاف على صديقه عمر من غدر‬
   347   348   349   350   351   352   353   354   355   356   357