Page 349 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 349

‫‪934‬‬  ‫‪ ،00‬نحلإإا !ب!دالتا(ين!‬

       ‫بثيابه الممزقة يستوضح منه خبر النصر‪ ،‬حتى وصل الفارس العربي إلى المدينة ‪ ،‬ووصل‬
‫بعده بلحظات ذلك الشيخ الفقير وأنفاسه كادت تنقطع بعد أن تلطخت ثيابه البالية‬

     ‫بالتراب الذي أحدثه غبار الناقة ‪ ،‬فنظر المسلمون الملتفون حول الفارس العربي إلى‬
      ‫ذلك الشيخ وقالوا‪ :‬السلام عليك يا أمير المؤمنين ! فصُعق الفارس من شدة الصدمة‪،‬‬
       ‫وتمنى أن لو ابتلعته الأرض في قفارها‪ ،‬فلقد كان ذلك الشيخ ذو الثياب الممزقة والذي‬

    ‫تركه يجري وراءه في صحراء العرب المحرقة كالطفل الذي يجري وراء أمه هو نفسه‬
      ‫خليفة رسول اللّه وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي مزقت جيوشه للتو جيوش‬

     ‫أعظم إمبراطورية عرفتها القارة الاَسيوية ! فحاول أن يعتذر إليه وعمر يأخذ أنفاسه بعد‬

‫تلك الجولة الماراثونية في الركض قبل أن يبتسم في وجه ذلك البشير ويقول له ‪ :‬لا عليك‬
                                                                                                                                          ‫يا أخي!‬

     ‫!‬  ‫الإسلام‬  ‫اللّه ! اللّه ! ما أعظم‬

‫فواللّه لقد قرأت تاريخ الإغريق القدماء‪ ،‬وتاريخ الفراعنة ‪ ،‬وتاريخ الرومان بشقيه‬

  ‫الشرقي والغربي ‪ ،‬وناريخ فارس ‪،‬والهند‪ ،‬والجزر اليابانية ‪ ،‬والصين ‪ ،‬وأوروبا‪ ،‬وأمريكا‪،‬‬

 ‫فما وجدت ناريخًا قط بعشر معشار عظمة التاريخ الإسلامي المجيد‪ ،‬فأين فرعون مصر‬
‫"خوفو بن سنفرو" الذي استعبد شعبه لمدة ‪ 01‬سنوات من أجل أن يبنوا له قبرا من عمر‬
‫بن الخطاب ذي الثياب الممزقة ؟ وأين "كسرى أنوشروان " إمبراطور الفرس الذين كان‬

  ‫يفرض على الوزراء من حوله لبس الكفَمات كي لا يلوثوا الهواء من حوله من عمر بن‬
   ‫الخطاب الذي ملأ الغبار أنفه وهو يجري وراء ناقة بشير القادسية ؟ ! وأين إمبراطور‬
‫الرومان "فِسبازيانوس" الذي بنى أكبر مسرح في الأرض لكي يشاهد الأسود وهي تمزدتى‬
   ‫العبيد بأنيابها من عمر بن الخطاب الذي كان يذهب فجر كل يوم لعجوزٍ عمياء ليكنس‬

‫لها بيتها ويطبخ لها طبيخها؟! ! فواللّه إن ناريخ الإسلام لعظيم ‪ ،‬وإن ناريخهم لقذر‪ ،‬وإننا‬
                                                                                            ‫أولى الناس برفع رؤوسنا عالبا نه!‬

  ‫وقبل أن نتكلم عن " القادسية " والتي تُعتبر مع شقيقتها التوأم "اليرمولـ" وأختهما‬

‫الكبرى "اليمامة " أعظم معارلـأمة محمد بعد انقطاع الوحي ‪ ،‬ينبغي علينا أن نتك!لم عن‬
‫البطل الذي حقق الله على يديه ذلك النصر العظيم ‪ ،‬فلِتصمت الحناجر‪ ،‬ولتخشع‬
   344   345   346   347   348   349   350   351   352   353   354