Page 345 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 345

‫‪345‬‬                                                               ‫‪ 4 00‬نحلإو ا !ب!لمحا ا لتا الف!‬
                    ‫قه ئد "قي ت ‪/‬لكوط ندؤربرلن!بوية ‪،،‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫(‬

               ‫"يا محمد بن مسلمة ‪ .... .‬جاهد بهذا السيف في سبيل اللّه‪ ،‬حتى إذا رأيت‬
             ‫أمتي يضرب بعضهم بعضا‪ ،‬فائت به أُحَدا (أي ‪ :‬جبل أحد) فاضرب به‬

                    ‫حتى ينكسر‪ ،‬ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية"‬

‫اللّه !ك!ظ!‬  ‫(رسول‬

‫تعجب الناس من صنيع رجلٌ من الأنصار أخذ سيفه وذهب به إلى "جبل أحد" عند‬

   ‫أطراف المدينة ‪ ،‬ليضرب به الصخور الصمَّاء لذلك الجبل الشامخ ‪ ،‬فلقد كان هذا الرجل‬
 ‫الطويل الأسمر الشديد السمرة يضرب بيديه الضخمتين ذلك الجبل بضرباتٍ تزلزل‬

   ‫الأرض من حوله ‪ ،‬فيتردد صداها في عنان السماء‪ ،‬ليتطاير الشرر في كل اتجاه ‪ ،‬وهو‬
‫يضرب بالسيف وكأنه يريد أن يُحطم أحذا تحطيمًا‪ ،‬حتى جاءت تلك اللحظة التي‬

   ‫انكسر بها نصل ذلك السيف ‪ ،‬ليقف ذلك الرجل لبرهة وهو ينظر إلى سيفه المكسور‬
      ‫متأملًا‪ ،‬قبل أن يرجع بهدوء إلى بيته في المدينة ‪ ،‬ليأخذ متاعه ‪ ،‬ويرحل إلى صحراء‬

‫"الربذة " ليعتزل الفتنة التي قامت بين المسلمين رافضًا أن يلطخ سيفه بدماء المسلمين اسنا‬

‫كان السبب ‪ ،‬فلقد كان ذلك السيف هو نفسه السيف الذي أعطاه إياه قائده الأعلى محمد‬

‫بن عبد الله ع!ي! شخصيًا ليجعله رجل المهمات الصعبة ‪ ،‬فلقد كان هذا القائد العسكري‬

                    ‫الأسمر هو الصحابي العملاق ‪ :‬محمد بن مسلمة!‬

‫أعلم علم اليقين أننا جميعًا نعرف قصة أبي بكر‪ ،‬ونعرف أيضًا قصص الفاروق‬

‫الشيقة ‪ ،‬ولا شك أننا سمعنا بكرم ذي النورين عثمان ‪ ،‬وبطولة ابن أبي طالب ‪ ،‬وفروسية‬

‫حْالد‪ ،‬وربَّما سمع البعض منّا عن أبي عبيدة ‪ ،‬وربما مررنا مرور الكرام أما! طلحة‬

‫محمد؟ ! ! ألا يستحق ضحابة رسول اللّه ع!ي!‬  ‫والزبير‪ ،‬ولكن هل هؤلاء فقط هم أضحاب‬

‫قليلا من الذكر لما قدّموه لصاحبهم الذي نزعم نحن حبَّه؟ كم اسمًا من أسماء الصحابة‬
   340   341   342   343   344   345   346   347   348   349   350