Page 354 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 354

‫هل عظما ‪ 4‬ا هآ الاللللا!‬  ‫‪،00‬‬                                          ‫‪ 4‬كه‪3‬‬

‫"ابتعثنا اللّهُ لنخرح العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"‬

‫"ورجال من المسلمين لا نعلمهم اللّه بهم عالم ‪ ،‬كانوا يدوون بالقراَن‬
           ‫إذا جن عليهم الليل دوي النحل ‪ ،‬وهم أَساد لا يشبههم الأسود"‬

‫(سعد بن أبي وقاص )‬

‫أجد نفسي أمام مهمة صعبة للغاية ‪ ،‬ألا وهي مهمة إنصاف عظماء الأمة ‪ ،‬وخاصة‬

‫الذين لم يأخذوا حقهم في التاريخ بالتأريخ لهم ‪ ،‬فقلما تجد أحدًا يعرف شيئًا عن أبطال‬

  ‫القادسية الذين دمّروا الإمبراطورية الفارسية التي عجزت جيوش الإغريق والرومان على‬
  ‫تدميرها على مدار مئات السنين ‪ ،‬وأخشى ما أخشاه أن هناك من لم يسمع أصلًا عن قائد‬
  ‫القادسية سعد بن أبي وقاص فضلًا أن يعرف الاثنين والثلاثين ألفًا من جنودها!‬
  ‫والحقيقة أنني أردت أن أكتب عن جندي واحد من جنود القادسية اسمه "ربعي بن‬
 ‫عامر" ليكون نموذجًا عن ذلك الجيس ‪ ،‬ولكني تفاجأت عن قراءني لأحداث يوم‬
‫القادسية أن هناك ‪ 32 000‬نموذح بطولي في هذه المعركة كل منها يختلف عن الاَخر‪،‬‬

  ‫لذلك آثرت أن أضم ذلك الجيش بأسره لقائمة العظماء المائة ‪ ،‬فلقد خلد أولئك الأسود‬
  ‫أنفسَهم بأنفسِهم في سجل الخلود الإنساني بحروفٍ من نور بعدما قدّموا للبشرية أعظم‬
‫صور الفداء والتضحية ‪ ،‬فكانوا رحمهم اللّه كما وصفهم قائدهم سعد بن أبي وقّاص في‬

‫رسالة النصر التي بعثها إلى الخليفة عمر كالأسود المفترسة صباحًا في ميدان المعركة‪،‬‬

 ‫وفي الليل كالنحل من كثرة قراءتهم للقرآن ‪ ،‬فمن حق هولاء الأبطال علينا أن نذكرهم ولو‬
‫قليلًا‪ ،‬فلقد كان شهداء القادسية اكثر شهداء الفتوحات الإسلامية عددًا على الإطلاق ‪،‬‬

‫فتعالوا نستعرض معًا قصة أولئك العظماء‪ ،‬ولنبدأها من بداية القصة ‪ ،‬قبل معركة‬

‫القادسية بعشرات السنوات ‪ ،‬أو لنقل قبل القادسية بمئات السنوات ‪ ،‬مع بداية تكون الأمة‬

                               ‫‪.........‬‬                                 ‫الفارسية‬
   349   350   351   352   353   354   355   356   357   358   359