Page 359 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 359
935 نحلإو ا !ب!د القا ايبن! ،00
مضمحلٌّ ،وأن أمر الغَلَبَة والملك لا يقوم على منل ما أنتم عليه " فسمع المغيرة الحاشية
من خلفه وهي تقول بالفارسية :والثهِ صَدَقَ العربي ! ثم قال المغيرة لرستم " :فنحن
ندعوكم إلى واحدة من ثلاث :إما الإسلام ،وإما الجزية عن يدٍ وأنت صاغر ،وإن أبين!
فالسيف " فقال له رستم :وكيف يدفع المرء الجزية وهو صاغر؟ فقال له " :أن يقوم
أحدكم على رأس أميرنا فيطلب منه أن يأخذ الجزية ،فيحمده إن قبلها ،فكن يا رستم
عبدًا لنا تعطينا الجزية ؟ نكف عنك ونمنعك ! وعندما سمع رستم من المغيرة "كن عبدًا
لنا" لم يتحمل رستم أكثر من هذه الإهانات اليومية المتكررة من فرسان العرب ،
فاستشاط غضبًا ،واحمرَّت عيناه وقال له :واللّهِ ماكنت أظن أني أعيس حتى أسمع هذا
الكلام من عربي ! ثم حلف بالشمس أن لا يرتفع الصباح حتى يدفنهم في القادسية ،ثم
قال له :ارجع إلى قومك ،لا شيء لكم عندي ،وغدًا أدفنكم في القادسية .فرجع المغيرة
وأثناء مروره على القنطرة أرسل رستم رجلًا يناديه ،فنظر إليه ،فقال له :مُنَجِّمُنا يقول :
إنك تُفقَأ عينُك غدًا( .وذلك ليخوفه) ،فتبسَّم تلميذ محمد بن عبد اللّه الصحابي البطل
المغيرة بن شعبة الثقفي وقال للفارسي القذر:
"واللّهِ لولا أني أحناج الأخرى لقتال أشباهكم ،لثمنيت أن تذهب الأخرى في سبيل الله "!
وألاَن وبعد أن أخذنا خلفية بسيطة عن النفسية العربية التي دمرت الإمبراطورية
الفارسية ،جاء الوقت لكي نأخذ صورة عن الخلفية العسكرية لأولئك الأبطال .فبعد
هذه المفاوضات التي أذل بها أسود العرب قادة الفرس ،جاء الوقت لبدء العملية
العسكرية الحاسمة التي سيخلدها التاريخ لكونها جعلت من شيئٍ اسمه الإمبراطورية
الفارسية مجرد ذكرياتِ في كتب التاريخ المنسية ! فلقد بدأت هذه المعركة الفاضلة
بسلاحٍ من أسلحة الدمار الشامل الإسلامي ،والذي لا تنتجه إلا المصانع العسكرية
المحمدية ،هذا السلاح استخدمه أيضًا بعد ذلك الجيس المصري البطل في معركة
العاشر من رمضان عام 7391م ،وفي نفس وقت الظهيرة الذي حارب به أبطال القادسية
أيضًا ،وإن كان العدو وقتها آل فارس ،والذين لا يختلفون كثيرًا عن آل صهيون ،هذا
السلاح استخدمه قائد أركان الجيس المصري السابق (سعد الدين الشاذلي ) في حرب
رمضان هو نفسه السلاح الذي استخدمه (سعد بن أبي وقاص ) ،هذا السلاح الذي